الأنانية ، أقله هي بنفس خطر الفيروس
فيروس صغير شيطاني يمتحننا في صميم مقدرة مجتمعنا وبلدنا.
فكّر أن هناك شيء ما بدأ مع حيوان مفترس، في معرض للأطعمة، وهو الآن يضعنا باعماقنا امام إمتحان ويشرّح نقطتنا الارتكازية في خلفيتنا التشريحيّة والفكريّة.
نحن الآن في فترة زمنية مكثّفة، حيث الأغلبية تصاب بالعدوى وتمرض.
الناس يخسرون أعمالهم ومدخولهم بالإضافة الى ان محلات المواد الغذائية والصيدليات بدأ ينفذ عندها المواد الأساسية.
لا، إنه ليس الروسيًّ الذي يأتي ، ولا غزو من قوة غريبة، ولا هو ترامب يمارس تخويفه علينا جميعا ويأخذ القرار بتنفيذ جحيم العالم!
انها ليست بحرب أهلية ولا حرب عرقية ولا حكومة السويد تآمرت وفعلت هذا السيناريو في خطة لتدمير السويد.
إنها جرثومة صغيرة شيطانية تخيفنا الآن..تمزق اثيابنا وتكشف عن جوهرنا وكياننا الحيّ.جرثومة تمتحننا وتختبر النقطة الارتكازية لمقدرة البلد والمجتمع... بجزء منه مدى القوة لبنية البلد وبجزء آخر مدى قوة تضامن مواطنيه...انه اختبار لتضامننا ولأخذ اعتبار بعضنا لبعض.
قبل انتشار sars-cov-2...كنا متساوون، تقريبا...
انا افكر الآن بالاشخاص اللذين هم "تقريبا" هم حيث حياتهم تقريبا متعلّقة بأن الآخرين يتحملون عنهم المسوؤلية.
والأشخاص الآخرين الذين هم شخصيا ليسوا خائفين من هذا الفيروس، ويقولون "انه فقط مجرد زكام عادي"ولكنهم لا يلاحظون كيف ان تصرفاتهم تؤثر على الآخرين الذين هم بحالة الخوف على حياتهم. واشخاص يتمنّون ان أجسادهم ستتفوق على فيروس كورونا، على انه "انفلونزا عادية" لكنهم ،في أعماق
نفسهم، هم أيضا خائفون....ويعلمون ان اجسادهم ، ولأسباب عديدة ، على الاغلب، لن تتمكن على هذا...
كلنا ، لدينا في محيطنا اشخاص ينتمون الى المجموعة المعرضة اكثر من سواها للإصابة بالزكام، الانفلوانزا، لأي صنف منه كان!
هل انت تنتمي الى المجموعة التي لا داعي عندها للخوف على صحتها؟ هنيئا لك!
اذن عليك ان تتحمل المسوؤلية، تجاه نفسك ، ومسوؤلية انسانيتك! فلا تشتري بضائع اكثر من حاجتك وحاجة عائلتك...لا يوجد أحد سيضطر ان يموت من الجوع! لا تتموّن أدوية، ومطهر لليدين، او كمامات والخ...... حتى أنت نفسك ستذهب وتبيعهم.. وباختصار لا تجلس وتعطي تنبوأآت لا سياسية ولا اقتصادية بالوقت الحاضر!
الانانية ليست ابدا أقل خطرا من خطر الفيروس!
بدل من هذا ، مدّ يدك وساعد الآخرين الذين يُجبرون على عزل أنفسهم. كن موجودا للآخر الذي صُرف من عمله حديثا او الذي فقد ماله.
كن متآخيا وانسانيا عطوفا..حتى لاحقا نعود الى الخلافات والكلام الفارغ.....عندما يهدأ كل شي...
انه الآن وقت الخوف الشامل حيث ستظهر جمالات وقباحات الانسان.
نحن اللذين ولأسباب مختلفة عشنا خوف كهذا، سابقا في حياتنا..نعرف جيدا كيف يبدو هذا....أن يتذكر الانسان الحياة الهشّة او الموجعة شيء مرعب ويجعل منه انسان مرهف...
الآن علينا ان نبقى نظيفين وهادئين حتى نمتطي هذه العاصفة معا، ولكن منفصلين بعض الشيء، فالى اللقاء في الجهة الثانية.
