Annons
  1. Svenska
  2. English
  3. العربية

كرونا ساوى بين البشرية و قتل مظاهر الحياة

A chronicle written by Maha Nasser.
Växjö • Publicerad 7 maj 2020
Detta är en personligt skriven text i Mosaik Vxonews. Åsikter som uttrycks är skribentens egna.

جرت العادة أن الفقراء وحدهم فقط من يصابون بالأمراض المعدية والاغنياء يكون في مأمن. لكن هذا الفيروس العجيب ساوى بين البشرية بأشياء كثيرة، أصاب الغني قبل الفقير والمسؤال قبل العاطل عن العمل وأجتاح البلدان الغنية والفقيرة على حد السوا. في البلدان الذي يفرضون على النساء إرتداء النقاب. بفضل كرونا أصبح الجميع اليوم يرتدي النقاب بشكل إجباري. هي عادلة السماء لكي يحس الرجل بالسجن الذي تعيشة المرأة وراء ذلك النقاب. ويعرف الأغنياء قيمة الحياة الذي يدفعها الفقراء بسبب جشعهم وحبهم للمال والسلطة.

قلب هذا الفيروس العالم رأساً على عقب بشكل دراماتيكي. من ناحية ساوى بين جميع الناس ومن ناحية أخرى قتل كل مظاهر الحياة. يبدو أنه في طريقه للقضاء على كل العادات التي إعتاد الناس عليها منذو الآف السنين. هذه هي السنة الاولى التي لم يحتفل الناس فيها بعيد الفصح كما جرت العادة. ربما أكتف الناس بالتواصل مع أقاربهم وأصداقاهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كان الجو كئئب جداً لم أرى سوى بعض الريش الملون الذي نثره الريح في كل مكان من الشارع. لم اتمكن هذا العام من الإحتفال مع الأصدقاء في اجواء عائلية. ليسذلك فحسب، على مايبدو أنه سيقضى على الأجواء الرمضانية أيضاً. لم يتبقى سوى أيام قليلة ويحل شهررمضان ضيفاً على المجتمعات الإسلامية. هناك اجواء رمضانية يعيشها الناس خلال شهررمضان مثل صلاة الجماعة في المساجد وتبادل الزيارت بين الأصدقاء والأرقارب وبالإضافة الى تبادل وجبات الإفطار والتسوق ليلاً وغيرها من العادات الرمضانية التي تجعل من هذا الشهر مناسبة مميزة. ولكن وعلى مايبدو أن فيروس كرونا سيغير ما إعتاد الناس عليه منذ عقود من الزمن. سكون رمضان كئيب هذا العام كما كان عيد الفصح كئيب. سيقضون الناس رمضان محبوسين في بيتهم وبهكذا يكون هذا العدو الخفي نجح في في قتل كل مظاهرالحياة والإبتهاج والفرح. بالإضافة الى ذلك أذا استمرت أزمة كرونا ربما يكون هذه هي السنة الأولى منذو 1400 سنة، الذي لن يكون هناك حجيج حول الكعبة.

Annons

من الواضح أن كرونا يغيربشكل واضح من عادات وتقاليد المجتمعات ويسن اسلوب حياة جديد. تزامن مع توصيات العزل الاجتماعي والبقاء في المنازل، توقف الناس عن ممارسة حياتهم بالشكل المعتاد عليه. مثلاً توقف الناس مصافحة بعضهم البعض وعن دعوة بعضهم البعض وتوقف الناس عن الإحتفال في المناسبات. توقف الناس عن عمل أشياء كثيرة هي جزء من قيمهم الإنسانية ومن عاداتهم وثقافاتهم. أتجه العالم لتعليم عن بعد، وأنجاز مهام العمل عن بعد، بل أن الاجتماعات أصبحت تدارعن بعد عبروسائل التواصل الاجتماعي. ربما يكون هذا الشكل القادم للحياة. ظهور هذا الفيروس خطيرجداً ليس فقط على حياة الأفراد بل على القيم الإنسانية ووربما ينجح في تغير عادات وثقافات المجتمعات. السؤال هو هل سيتعود الناس على هذه السوليكات. لا نستطيع أن نستبعد ذلك أبداً. على سبيل المثال لا الحصر، كانت هناك زحام شديد على ورق التواليت منذ بداية أزمة كرونا في المجتمع الغربي. ولكن المجتمع الشرقي لم يشهد ذلك الإزدحام على ورق التواليت بالتحديد لإنهم يستخدمون الشطافة. في الآون’ الأخيرة شهدت متاجر امازون أكبر نسبة مبيعات لشطافة في أمريكا. هل سيتوقف الأمريكيون عن أستخدام الشطافه بعد أزمة كرونا وم أنهم سيعتادون عليها وبل ويفضلونها على أوراق التواليت. هذا بالضبط ما أريد ، أن السلوكيات التي نقوم بها اليوم خوفاً من الإصابة بفيروس كرونا ستصبح مع الوقت أسلوب حياة.

من الواضح ان فيروس كرونا يفرض علينا واقع جديداً لم نعهد من قبل ويؤثر بشكل واضح على ما تبقى من قيمنا الأنسانية. ويدفعنا للعيش أغراب في عالم افتراضي. لهذا يراودني الشك أن فيروس كرونا هو من صنع الإنسان ليس فقط لقتل البشرية بل لقتل القيم الإنسانية وكل مظاهر الحياة. هل ينحج هذا الفيروس العجيب والعدو المخفي أن يقلب الحياة راساً على عقب ويقضي على كل مظاهر الحياة وعلى ماتبقى من قيمنا الإنسانية؟

Annons
Annons
Annons
Annons