Annons
  1. Svenska
  2. English
  3. العربية

موعد مع الحياة

A chronicle by Maha Nasser.
Publicerad 29 maj 2019 • Uppdaterad 30 maj 2019
Detta är en personligt skriven text i Mosaik Vxonews. Åsikter som uttrycks är skribentens egna.

لم أنسى تلك اللحظات عندما كنت أغادر الطائرة في مطار كوبن هاجن وانا أتوق شوقا لرؤية البلد الذي لطالما حلمت ان أزورها ولو لمرة. البلد الذي سمعت عنها الكثير عن طبيعتها الساحرة وشعبها الودود، المسالم، المحب للحياة. ما زلت اتذكر ذلك اليوم عندما أُبلغت فيها عن موافقة مدينة فيكخو باستضافتي, كاد قلبي يقفز من شدة الفرح. كان ذلك اليوم هو اسعد يوم في حياتي. وعندما قدمت الى مدينة فيكخو ريتها مدينة صغيرة ساحرة مليئة بالحياة تتنفس الحرية.

في التاسع والعشرين من ابريل العام الماضي، كان لي موعد مع حياة جديدة. نعم لقد مرت سنة كاملة، وعلى مدى السنة لم اشعر ابدا بالغربة قط في هذا البلد، الشعور الطبيعي الذي تشعر فيه باي بلد لا تنتمي الية. ولم يعاملني احد على هذا الاساس.على الرغم من أني اتيت من بلد بعيد يختلف تماما بثقافته وعادته وتقاليده ولغته. بل على العكس راودني شعور بالانتماء لهذا البلد منذ الوهلة الاولى. في الحقيقية قرأت كثير عن السويد والسويديين، ولم يختلف أحد على أن السويد أيقونة السلام ورمز الحرية، والشعب السويدي شعب مسالم، ودود ينبذ العنصرية. لكن عندما عشت معهم عرفت الكثير عنهم. عرفت أن الشعب السويدي من اكثر الشعوب التي تقدر قيمة الانسان وتحترم حريته وتدافع عن حقوقه. شعب محب للحياة ، ويحب الهدوء والسكينة ويعشق الطبيعة. شعب ودود طيب القلب، يحب التنوع الثقافي ولديه شغف ان يعرف اكثر عن الثقافات المختلفة. ولديه وعي اجتماعي عالي. شعب محب للعلم والعمل يحترم حرية وخصوصية الاخرين. علمني هذا الشعب العظيم المعنى الحقيقي للإنسانية.

Annons

لقد لاحظت بوضوح حب السويديين لطبعة واهتمامهم بها ، حيث أنه لا يكاد يخلو بيت من أشجار الزينة والورود الطبيعة، وكذلك وجود الحدائق والمنتزهات المزينة بمختلف انواع الأشجار والازدهار ذات الألوان الباهية. كنت متفاجئة وأكاد لا اصدق عيني عندما رأيت اولى زاهرات الربيع بأشكالها والوانها المختلفة ، وروائحها العطرة. بينما كان الناس يبتعونها في ساحة المدينة. راودتني يومها رغبه ان اشتري كل المعروض من الورود لجمالها وسحرها الأخاذ. عشقت الطبيعة كما يعشقها السويديون. عانقت الحرية.احببت منظر الاشجار في الخريف وهي تتزين بفساتين ملونه ، كامرأة حسنا عاشقة تحتوى خزانة ملابسها على ملابس متعددة انيقة ، تختار ما يناسبها في كل مرة تلتقي فيه بحبيبه. وعندما حل الشتاء، ريتها تتعرى لتستعد لارتداء ثوب زفافها. لتزف الى حبيبها وينتهي عذابها وطول انتظارها. كانت تلك المرة الاولى التي ارى فيها الثلج، وكان منظر الثلج يبعث الدفء الى قلبي. أغمضت عيني وجدت نفسي في بلاد العجائب ، تلك البلاد الغريبة التي ذهب اليها اليس. يصبح المنظر مصدر إلهام الشاعر ليسطر اروع كلمات الغزل مشبهاً محبوبته ببياض الثلج. عندما يرى بريق الثلج على أغصان الأشجار ، مثل حبات الالماس. ويلعب الفنان بريشته ليجسد أجمل اللوحات الفنية.

عشت اربعة فصول حقيقية.عانقت الحرية. تعلمت الكثير, حظيت بما لم احظى به من قبل. حظيت بحب واحترام الجميع, وحظيت بالدعم والتشجيع ، والكثير من الفرص. عزف على البيانو لأول مرة. وحضرت دروس تعلم الغناء لأول مرة. مشيت خطوة نحو تحقيق حلمي في الغناء للحب والسلام. اصبحت اقوى وانضج واكثر ثقة. وعدت نفسي أني لم ابقى صامتة بعد الان، وسأكون صوت من لا صوت له. لقد قلت لكم منذ البداية لقد كان موعدا مع الحياة.

Annons
Annons
Annons
Annons