Annons
  1. العربية
  2. English
  3. Svenska

‫محمد ابشر شاب لا يعرف المستحيل‬

-محمد أبشرلموسايك:-
- عندما قدمت الى السويد كان لدي هدفين الأول هو أني لا أعتمد على معونات الحكومه، والثاني تعلم اللغة.
- درست وحصلت على عمل في نفس الشركة التي كنت أحلم بالعمل فيها.
- نصحتي للوافدن كلما كان هناك فرصة لتعليم، تعلم! وابتعد عن المثبطين
Växjö • Publicerad 15 juli 2019
Foto: Maha Nasser

محمد أبشر اتى من السودان الى السويد عام 2009، هروب من التجنيد الإجباري. حصل على الإقامة في عام 2011. التقيت محمد و جلسنا في أحد المقاهي في مركز المدينة. طلبنا كوبين من القهوة ، وتجادلنا قليلا حول من يدفع الحساب، لكن محمد سبقني الى الة الدفع. بينما كنت أرتشف القهوة، شرع محمد بالحديث عن تجربته في السويد قائلاً " بعد أن قدمت اللجوء، أنتظرت لمدة سنتين حتى احصل على الأقامة. خلال تلك السنتين قررت أن لا أنتظر ويجب أن أستمثر وقتي ، فبدأت بتعلم اللغة ، فكنت أذهب الى المكتبة يومياً وأمكث فيها من الصباح الى ينتهي الدوام.

ما قاله محمد اثار فضولي لأسئل كيف يمكن أن يتعلم المرء في المكتبة بمفردة؟

Annons

- يجيب محمد قائلا "هناك كتاب القواعد، مترجمة الى العربية، كان اول كتاب تعلمته. وبعد ذلك حاولت أن اتعلم المفردات. بالأضافة الى ذلك حاولت أن اتحدث مع رواد المكتبة خصوصا الكبار في السن، والعاملين في المكتبة. تلقيت هناك الكثير من الدعم والتشجيع فكانوا يصححون لي عندما أخطئ. كما أن هناك الكثير من الكتب التعليمية المبسطة التي تساعد في تعلم اللغة. في تلك الفترة حاول كثير من الأصدقاء أن يثبطوا من عزيمتي ويقولون أنت لم تحصل على الإقامة بعد، وربما تحصل على الرفض، فانت تضيع وقتك في تعلم لغة، ومازل من غير المعروف ما اذا كنت سوف تعيش هنا او لا. فكنت دائماً ايجيبهم ، العلم ليس مضيعة للوقت على اي حال ، بل على العكس اذا تعلمت اللغة السويد ربما أحصل على عمل قبل أن أحصل على الإقامة، وسيكون هناك فرص كثيرة، كما ستساعدني اللغة في الإندماج بالمجتمع".

يواصل محمد الحديث بينما كنت اسمعه بأهتمام " بعد أن حصلت على الإقامة ذهبت الى معهد تعلم اللغة "الاسفي" وأنهيت الاسفى بثلاثة أشهر فقط . كان هناك جائز بقيمة 12000 كرونه لمن يُنهي الاسفي بفترة وجيزة، وحصلت عليها. يبتسم محمد ويقول ما زلت اتذكر ذلك جيد. واليوم أنا أتحدث أربع لغات العربية لغتي الام، والسويدية، والانجليزية، بالاضافة الى الالمانية التي تعلمتها من خلال زيارتي الى المانيا، والتحدث مع الاصدقاء.

تحمست أكثر لسماع المزيد من محمد، الشاب الذ لا يعرف المستحيل .

استطرد محمد قائلاً "بعدها بدات رحلتي مع التعليم. عندما أتيت الى السويد لم يكن لدي شهادة ثانوية فضطريت الى الدخول على موقع تعليم البالغين مايعرف "كم فوكس" وحملت مواد تعليمية وهي المواد الأساسية مثل الاجتماعيات والرياضيات وغيرها من مواد المقرر الدراسي المخصص للمرحلة الثانوية. كل تلك المواد كانت باللغة السويدية. وهذا ما عزز لغتي السويدية بشكل كبير. خلصت الثانوية في 3 سنين. لم أستطيع إنهاء الدراسة في وقت قصير لأني كنت اعمل 50% وادرس 50%. حيث أني عملت لفترة في مطعم مجدونالز للوجبات السريعة ، وهذا ساعدني أيضا في أتقان اللغة".

هل كان لك هدف محدد او خطة معينة؟

-عندما أتيت الى السويد كان عندي هدفين الأول ان لا أعتمد على معونات الحكومة ، والهدف الثاني تعلم اللغة، والتعليم بشكل عام. منذ أن حصلت على الإقامة الى اليوم لم أذهب يوما لمكتب المعونات الاجتماعية والحمد لله. بإستثناء المساعدة الطلابية الذي تقدمها الحكومة لطلبة، وأنا كنت طالب. ومع ذلك كنت اعمل وادرس في نفس الوقت.

ما قاله محمد، مهلم ومحفز للكثير من الوافدين الذين لايعرفون من أين يبدأون ، وكيف يبدأون حياتهم، في مجتمع يتختلف تمام عن مجتمعاتهم.

يواصل محمد الحديث " التحقت بما يسمي أركس برجرام. كان امامي خيارين لدراسة الثانوية، الثانوي المهنية، او الثانوي الذي تأهل مباشرة للجامعة. ولكني أخترت المجال المهني أختصاراً للوقت وحبا في التدريب. كان هدفي الدخول لسوق العمل بسرعة. أخترت تخصص "röVVS- Mont" وهو اختصار لكملة التهويه والتسخين والصرف الصحي. درست في هذا البرنامج التقني مايقارب سنة وبضعة أشهر كان هناك إحتياج كبير لهذا المجال في مدينة سندسفال التي كنت أعيش فيها قبل أن أنتقل الى فيكخو. لم أكن أحب المجال لكن قررت أن أدخل هذا المجال من باب التجربة ولكن عندما شرعت في الدراسة أحببت جداً. لأني أحب المجال التقني أكثر من الادبية.

محمد متزوج من أمراة سويد الأصل تدعى دريسريه كارلسون ، ولديهما طفلة تدعي عليا. ويشير محمد الى أن وجود العائلة في حياته ساعده كثير في الإستقرار وأن زوجتة وفرت له الدعم والتشجيع والراحه اللازمة لكي يواصل تعليمة. يعلق محمد على هذا قائلا "عندما كنت في سندسفال قادني قدري لتعرف على دريسريه زوجتي الحالية وهي السويدية، كانت سند لي طوال تلك الفترة. بعد أن أكملت دراسة البرنامج التقني في سندسفال.أنتقلنا الى فيكخو، لأن دريسريه تعشق الجنوب لأنها من الجنوب، ولأنها كانت تدرس في فيكخو حصلت على شقة أيضاَ في فيكخو ".

واجه محمد صعوبة في الحصول على عمل في فيكخو في مجال تخصصه. كان لابد أن يكون لديه خبرة لمدة سنتين لكي يحصل على عمل. يقول محمد " أنصدمت بالوقع و شعرت بالإحباط لبعض الوقت، ولكن قررت عدم الإستسلام. قمت بمراسلة جميع الشركات في إقليم كرونوباري، والاقليم الآخرى. كان الرد لدينا اثنين او ثالثة من العمال ولسنا بحاجة الى موظف جديد. كان عندي رغبة في العمل بنفس المجال الذي تعلمته، ولكن لا فائدة. فلجئت للبحث في الانترنت لتعلم مهنة جديدة تمكني من العمل. بعد ذلك عرفت أن هناك مجال "röVVS- Ingenj" في الهندسة في نفس التخصص . بدل من أن تكون عامل منفذ تكون أنت المهندس المخطط لذلك العمل".

Annons

لدي محمد عزيمة عالية، ويقول محمد أن سبب ذلك هي وصية امه، التي كانت تقول دائما "كلما كان هناك فرصة لتعلم، تعلم!. فكان ذلك ما كان يدفعه الى الامام دائماً.

يضيف محمد "قدمت على التخصص الهندسة في كلية مهنية تمنح دبلوم مهني عالي. وهي توازي فترة الدراسة بالجامعة مع التركيز على العملي أكثر من النظري. قدمت على الكلية وحصلت على قبول في جامعة في يونشوبنج، فكنت أذهب من فيكخو الى لينشوبنج من 3-4 أيام في الأسبوع. كانت تلك اصعب فترة ،لأنه كان يجب عليا تأمين دخل لعائلتي ، وأدرس في نفس الوقت. حيث أن دريسريه ، لم تكن تعمل لأنها كانت في فترة رعاية الطفلة، وكان لديها مواد يجب أن تجتازها في الجامعة.

يتوقف محمد للحظه يلتقط أنفاسة ثم يستطرد قائلا" الحمد لله، تخرجت هذا العام في تاريخ 13/5 وحصلت على الدبلوم المهني. وحصلت على عمل مباشرة في أحد الشركات الهندسية الكبيرة في فيكخو " VVS- Konsult" وهي الشركة ذاتها، التى كنت أحلم أن أعمل فيها يوما ما. ويضحك محمد مقهقهاً.

فأدركت مدى الفرحه الذي يعيشها محمد بعد جهد وكفاح دام لعشر سنوات.

دفعني فضولي لأسئل محمد المزيد من الأسئلة لتعرف على المزيد من تفاصيل حياته.

كيف وجدت التنوع الثقافي بينك وبين دريسريه، حيث انكما من بئيتيين مختلفتين تماماً؟

-هناك فروقات كبيرة بين الثقافتين، وكان هناك تصادم في البداية. ولكننا دائما نحاول نقرب وجهات النظر للوصول لحل وسط يرضي الطرفين.

ممكن توضح أكثر عن السلبيات والإيجابيات في هذا التنوع؟

- أكثر شي تعلمته من الثقافة السويدية ومن الشعب السويدي هو النظام والتخطيط، وهذه جوانب كنت افتقرها جدأ. اما السلبيات، ولا اعتبرها سلبية بمعنى سلبية، هي العزلة. أكثر ماكان يجعل دريسريه تغضب مني هو عندما أخرج لقضاء وقتي مع الأصدقاء. ويضيف "كما تعلمين نحن شعوب جداً اجتماعية ونشعر بسعادة أكثر بالاختلاط". ولكني أدركت انها على حق لأن وقت فراغي لابد ان أقضيه مع إبنتي وزوجتي. وهذا واجبي.

ماذا عن إهتمامتك الموسيقية؟

Annons

- لدي إهتمام كبير بعزف الة الديجى. ولدى شغف كبير في موسيقى الريغي التى ترجع الى أصول جامايكيه. وهي موسيقى جميلة لأن فيها رسالة ثورية، وحب وتعاطف مع الناس، وهذا البيئة التى قدمنا منها، وهي تعتبر موسيقة البسطاء. الآن أصبح عندي بعض الوقت لتدريب بعد العمل . أذهب حاليا الى معهد "ميوسكهوست" وأتدرب هناك. لديهم غرفة خاصة بالديجى. لدي رغبة أن أصبح واحد من المعروفين بعزف الديجى في فيكخو.كما أني تلقيت مساعدة من "سمون لندادال" وهو عازف ديجى مشهور في فيكخو، وقدم لي دعم عالي جداً. أعطاني الة ديجي خاصة. والديجي هو عبره عن دمج الموسيقى بنسجام.

ماذاعن خطتك للمستقبل؟م

- أطور من مهارتي. اوصل تعليمي العالي. ودائما هناك سوال في راسي هل ممكن ان اتعلم شي جديد او ادرس مجال أخر. حاليا أفكر في دراسة هندسة المكنيكية أو هندسة مدنية. لدي الآن دبلوم عالى واريد ان أحصل على بكالويس عالي.

بالإضافة الى ذلك ، لدي خطة أن أبدا مشروعي الخاص في مجال المقاولات. وخطتي أن أنطلق من السويد الى مختلف الدول الاوروبية وللعالم. وحاليا عند علاقات مع أصدقاء مهندسين يعيشون في دول أخرى، مثل بريطانيا. فنحن نحاول توحيد الأفكار مع بعض لعمل مشروعنا الخاص، وكل واحد منا يسطيع أن ينمي المشروع حسب مجال تخصصه. كما أريد أن أساهم في النهضة المعمارية في السويد أيضاً. وارغب في أن يكون لي دور فعال فيها. ولكن مازال ينقصني الخبرة الكافية، والعلاقات.

ماهي نصحيتك للوافدين الجدد؟

- سوف أقول لهم نصيحة أمي لي "كل ما سنحت الفرصة في التعليم، تعلم! ". وأنتم هنا في السويد حيث يتاح التعليم مجاني ، وهذه ميزة لن تجدوها في اي دولة أخرى. هناك فرصة لدراسة مع الحصول على دعم مالي يساعدك في الإستمرار في لتعلم. فرصة التعليم في السويد لايمكن أن تجدها في اي بلد في العالم. ثانيا تعلم اللغة السويدية لأنها ستتيح لك الكثير من الفرص وسوف تسهل عملية الإندماج. حاول قد الإمكان الاختلاط بالناس الإيجابين، وأبتعد قدر الإمكان عن المحبطين. وبالأخير اتعب تحصد.

Maha Nasser
Så här jobbar Mosaik Vxonews med journalistik. Uppgifter som publiceras ska vara korrekta och relevanta. Vi strävar efter förstahandskällor och att vara på plats där det händer. Trovärdighet och opartiskhet är centrala värden för vår nyhetsjournalistik.
Annons
Annons
Annons
Annons