Annons
  1. Svenska
  2. English
  3. العربية

جابر الكحاط : الإعاقة الجسدية لا يمكن أن تحد من قدراتنا بل قد تكون حافز للعمل والنجاح والتميز

جابر الكحاط من سوريا أتي إلى السويد في عام 2015 ، بعد خسارة طفليه في الحرب ، ويحاول جاهد الآن المساهمة في المجتمع رغم الإعاقة التي يعاني منها.
" عندما أتيت الى السويد لم أرد ابداً ان اعتمدت على مساعدات الضمان الإجتماعي. اولاً لاني تعودت على العمل وعلى العطاء وثانياً لأني شخص أحب الحياة وأحب مساعدة الأخرين." كما يقول الكحاط.
Växjö • Publicerad 20 februari 2022

لم يلتحق جابر الكحاط بالمدرسة ، بسبب أن والده توفى وترك له خمس أخوات وأمهم. أظطر جابر مع أخوه الأكبر للعمل من أجل إعالة عائلته. أصيب جابر بشلل نصفي عندما كان في عمر السبعة بعد ما أصيب بالحمى وبعدها أخذ حقنة من قبل طبيب كانت سبباً في أن تجعله مقعد على كرسي متحرك طول حياته. ولكن وعلى الرغم من إعاقته الا أنه لم يتنصل عن مسئووليته تجاه عائلته وعافر هو وأخوه من أجل توفير حياة كريمة لشقيقاتهما وأمهم. لذلك امتهن جابر مهنة الخياطة. لم تنتهي محنة جابر على حرمانه من التعليم وإصابته بالشلل النصفي. بل تفاقمت ليخسر طفليه التوأم البلغان من العمر ست سنوات في عام 2013 أثناء قصف الطيران وهما في طريقهما إلى المدرسة. يصف جابر التجربة بأنها كانت قاسية للغاية ويقول " عانيت كثيرا بعد خسارة طفلي ، أحسست بان الحياة توقفت عند مقتلهما ، لأنهما كانا كل شيء بالنسبة لي. لأكثر من ستة أشهر أحسست بأني ميت وكل شيئ مات بداخلي . ولكن بعد أن لملمت جراحي وفقت من الصدمة ، لم أرد البقاء في سوريا ابداً ، لأنه كان يستحيل العيش في نفس المكان بدون أن يكونا طفلي معي. بالإضافة الى أن الوضع الامني أصبح خطير وتدهور الوضع الاقتصادي. لذلك قررت الرحيل. ما زلت إلى الآن أرى طفلي في المنام يطرقون على الباب وينادونني."

غادر جابر سوريا متجهاً الى تركيا ومن ثم الى اليونان وبعدها وصل الى السويد في عام 2015 ، ليبدأ رحلة جديدة وفصل جديد من حياته.

Annons

يقول جابر " عندما أتيت الى السويد لم ارد ابداً ان اعتمدت على مساعدات الضمان الاجتماعي. اولاً لاني تعودت على العمل وعلى العطاء وثانياً لاني شخص أحب الحياة وأحب النشاط والطبيعة ومساعدة الآخرين."

التحق جابر بعدة دورات لتعلم اللغة السويد والانجليزية والعربية ، وفي نفس الوقت يقدم دورات تدريبية في مجال الخياطة في السينسوس.

" اشارك في الغالب في انشطة كنيسة ماريا ، وأحاول المساهمة دائما من خلال قدرتي وخبرتي في مجال الخياطة. لذلك عملت على مساعدتهم من خلال صنع الحقائب والستائر وتصليح الملابس التي تحتاج الى تصليح وتعديل ، وتقديم دورات تدريبية في الخياطة وتوزيع كتيبات ومنشورات وغيرها. كما أقدم العديد من دورات الخياطة في السينسوس. بالإضافة الى تعليم الاطفال الخياطة ، لأني احب الاطفال كثيرا، واحب ان التقي بهم وتعليمهم. كما يقول جابر"

لم يشاء جابر ان يستغل إعاقته للبقاء في البيت وينتظر إعانة مالية تأتيه نهاية كل شهر من الضمان الاجتماعي ، بل قرر الخروج للعمل والمساهمة في المجتمع من خلال عمله ك خياط وكذلك مساهمته بالاعمال التطوعية. الى جانب ذلك يحرص جابر على ممارسة الرياضة والسباحة ليحاف على لياقته البدنية.

يشير جابر الى أنه مؤخرا وقع عقد عمل مع البلدية لمدة سنة وتم تجديده الآن لمدة سنة أخرى. ويقول " أنا سعيد جدا بذلك. لأني أريد بالفعل المساهمة في المجتمع من خلال قدراتي. أنا أريد أن اعمل وادفع ضرائب مثل كل المواطنين هنا. لا أريد العيش على الضمان الاجتماعي ا الاعانات المالية. لأن هناك من هو أحق مني بهذه الإعانات المالية ، على سبيل المثال ، الناس الكبار بالسن والمصابين بإعاقة تمنعهم بالفعل من العمل ، وغيرهم. بالاضافة الى ذلك أحب العمل ومساعدة الاخرين ، دائما اعرض تقديم المساعدة على الآخرين. لأني لا أؤمن بأن الاعاقة الجسدية هي إعاقة ممكن أن تحد من قدراتنا بل على العكس قد تكون هذه الاعاقة هي التي تحفزنا للعمل والنجاح والتميز ومواجهة تحديات الحياة."

كما أعرب جابر عن شكره وامتنانه على الرعاية والاهتمام الذي يتلقاها هنا في السويد ، قائلاً " اولاً أريد تقديم شكر كبير للشعب السويدي الذي فتحوا قلوبهم وبيوتهم لاستقبالنا هنا لنعيش حياة كريمة وآمنة. ثانياً اشكر بشكل خاص كنيسة ماريا ومركز السينسوس لأنهم وفر لي دعم كبير جداً وأنا ممتن لذلك. معظم الليالي اقضي الوقت بالتفكير ، كيف ممكن أرد المعروف لهذا الكرم وهذا الاهتمام من قبل الشعب السويدي والحكومة السويدية وكل هذا الدعم الذي اتلقاه ، وكيف يمكن المساهمة في بناء وتطوير هذا البلد."

ماذا تريد أن تقول لكل من أتى الى السويد وواجه تحديات المجتمع الجديد وأصيب بالاحباط؟

اقول لهم. اذا سوف تبقى محبط وتنتظر في البيت فستبقى محبط طوال الوقت ، لأنه من المستحيل أن تأتي الفرصة بنفسها وتطرق عليك الباب. لابد من أن تخرج وتبحث عن الفرص ، وسوف يتغير كل شيء. ثانياً ، هذا البلد استقبلنا ووفر لنا حياة آمنة وأعطونا المنازل والمساعدات المالية والتعليم المجاني والرعاية والاهتمام ، في المقابل ينبغي عليك ان تفكر كيف يمكنك رد المعروف لهذا البلد ، من خلال المساهمة الفاعلة في هذا المجتمع."

Maha Nasser
Så här jobbar Mosaik Vxonews med journalistik: uppgifter som publiceras ska vara korrekta och relevanta. Vi strävar efter förstahandskällor och att vara på plats där det händer. Trovärdighet och opartiskhet är centrala värden för vår nyhetsjournalistik.
Annons
Annons
Annons
Annons