Annons
  1. Svenska
  2. English
  3. العربية

Maha Nasser: هل الشعب السويدي شعب غير مضياف؟

Maha Nasser
Växjö • Publicerad 9 augusti 2022
Detta är en personligt skriven text i Mosaik Vxonews. Åsikter som uttrycks är skribentens egna.

مؤخرا انتشر هاشتاج "Sweden gate" ينتقد الشعب السويدي ويصفه بأنه غير مضياف. حيث انتشرت الكثير من الأراء والقصص حول الموضوع حول العالم بمختلف اللغات. وتطرق العديد من ناشطين وسائل التواصل الاجتماعي للحديث عن الموضوع ، كما تطرقت عدة وسائل إعلامية في مختلف بلدان العالم للحديث عن الموضوع أيضا. مما طرح تساءل عند الكثيرين ماذا إذا كان ذلك صحيح.

بدأ الأمر عندما نشر أحدهم منشور على منتدى Reddit الشهير وطرح سؤال مفاده ذكر أغرب موقف تعرض له المرء بسبب ثقافة / دين ناس أخرين؟ حظى المنشور بتفاعل كبير وعلق كثرين عليه حول العالم. أحد المعلقين قال في التعليق أن أغرب موقف مر به هو عندما كان يلعب مع صديقه السويدي في غرفته وبينما كانا يلعبان نادته والدته بصوت عالي وقالت أن العشاء جاهز. وطلب منه صديقه أن ينتظر في غرفته حتى يفرغ من تناول عشاءه". هذا التعليق أثار جدلاً عالميا حول عادات السويد.وحظي بتفاعل الناس حول العالم. وجد الكثير من الناس أن هذه ثقافة غريبة ، وتساءلوا ما إذا كان ذلك صحيحاً. كما اتهم الكثير من الناس السويدين بالبخل. وقالوا كيف لبلد هادئ ويصنف من أكثر البلدان سعادة حول العالم أن يكون شعبه غير مضياف. تساءل الكثيرين كيف لأسرة أن تتناول الطعام دون أن تدعو الطفل الضيف ليشاركهم المائدة. وقال آخرون " كيف لك أن لا تطعم ضيفا حاضر في وقت تناول الطعام ولم يتناول طعامه بعد." في الوقت الذي علق فيه الكثير من السويدين حول الموضوع وذكروا عدة اسباب اهمها احترام اهل الطفل الذين اعدو طعاما بالفعل لصغيرهم ويرغبون بمشاركة الطعام معه. وقال آخرون إننا لا نعد طعاما أكثر من حاجة الأسرة وبالتالي لا يوجد طعام فائض عن الحاجة لإطعام ضيف أتى بشكل غير متوقع. والبعض قال أن الأمر طبيعيا ، والغريب هو إطعام طفل جاء للعب. وقال البعض أن الضيوف لابد ان يأتوا بدعوة. وقال آخرون أن الأطفال لديهم وقت محدد لتناول الطعام لذلك ينبغي أن يكونوا في البيت في هذا الوقت ، وإطعامهم في بيوت الأصدقاء سيفسد نظام العائلة. ذكر أغلب السويدين أن الأمر يتعلق باحترام خصوصية العوائل الأخرى لأنهم قد يكونوا حضرو الطعام لطفلهم ويرغبون في مشاركة الطعام معه وقد يغضبون اذا عاد وهو قد تناول طعامه. وقد يكون إطعامه تلميح منهم إلى أن الأسرة لا تهتم بطفلها ويتركوه جائع. يقول عالم الاعراق البشرية Håkn Jönsson في Aftonbladet " أن هناك بعد تاريخي لهذه العادة وهو أن المجتمع السويدي كان مجتمع فلاحيين وكانوا محتاجين أن يقتصدوا بسبب عدم توفر الطعام ولهذا السبب جاءت ثقافة الفيكا ، بحيث يمكن أن يدعوا الناس بعضهم لشرب القهوة ولكن ليس لتناول الطعام. وعلى الرغم من أن هذه عادة قديمة لها أبعادها التاريخية والثقافية ، ولم تعد موجودة الآن وأصبح الأصدقاء يتناولون الطعام في منازل بعضهم البعض ، إلا أن الناس مازالوا يتحدثون عنها.

Annons

بالنسبة لي لم يكن هذا الأمر جديد على مسامعي لأن هذا بالضبط ما ذكره لي أحد الأصدقاء وقال ان هذا الموقف حدث معه هو أيضا عندما كان صغير. بالطبع يستغرب المرء للوهلة الأولى من هذا العادة ، وما يخطر في الذهن هو أنه معقول ان يكون ليس لديهم من الطعام ما يكفي لإطعام طفل ، بالإضافة الى التفكير بشعور الطفل في تلك اللحظة عندما يذهب صديقه لتناول الطعام بينما ينتظر هو في الغرفة في الوقت الذي قد يكون هو أيضاً جائع. وعندما نقيم الموضوع بشكل سطحي دون أن نعرف الاسباب الحقيقة وراء ذلك ، نرى ان الموضوع فيه قسوة وبخل!

لكن سؤالي الى كل من أتى الى السويد وعاش فيها وعرف الشعب السويدي عن قرب. هل الشعب السويدي غير مضياف؟

هل الشعب السويدي غير مضياف في الوقت الذي فتح فيه السويد حدوده لألاف اللاجئين من مختلف البلدان ، وفتح السويدين لنا قلبوهم قبل بيتوهم وتشاركوا معنا مساكنهم ووظائفهم ؟ في الوقت الذي رفضت فيها الكثير من الشعوب ممن يدعون الفضيلة والكرم بأن نمر حتى من بلدانهم. اليست السويد هي من أكثر الدول كرما عندما يتعلق الأمر بتقديم المساعدات الإنسانية. ربما من السهل على من لم يعيش في السويد أن يقول ذلك لكن ليس من خالط السويدين وعرفهم. اقول لمن يقول أن السويدين شعب غير مضياف أن شعب السويد هم خير من أكرم ضيوفه. عندما يدعنك السويدين لتناول الطعام معهم لا يجلسون على الطاولة قبل أن تجلس أنت وتختار المكان الذي ستكون مرتاح فيه ، ولا ياخذون طعامهم إلا بعد ما تأخذ أنت ما يكفيك من الطعام. عندما يدعوك السويدين لتناول الطعام معهم فهم يعملون ما في وسعهم لتقديم الطعام الذي تحب ويحرصون على سؤالك عن نوع الطعام التي تحب وما اذا كنت تفضل نوع معين المشروبات ، كما يحترمون عادتك بالأكل. منذ أن حطت قدمي في السويد كان كل شيء مختلف. مازلت اتذكر كيف كان الناس يبتسمون في وجهي ويرحبون بي بحفاوة.. عندما أتيت كنت وحيدة تماماً ، ولكني كنت محاطة بالأصدقاء السويدين الذين لم يدعوني كذلك. احتفلت بعيد ميلادي لأول مرة في السويد. دعيت لكل المناسبات الذي يحتفل بها السويدين حتى التي من المفترض أن تكون عائلية كنت أشاركهم فيها وأحس أني واحدة منهم. أغدقوا علي بكرمهم ولطفهم ومحبتهم. ولم أنسى كيف فتح لي السويدين قلبوهم قبل بيتوتهم. أنا لست في صدد ذكر محاسن ومساوئ الشعوب وإلا لذكرت الكثير من الناس الذين يدعون اليوم الفضيلة والكرم وقلوبهم مليئة بالحقد والعنصرية. فضائل الناس تظهر عند الصعاب ، لا عندما نكون جميعاً بحالة جيدة.

عندما نتحدث عن الكرم الحقيقي ، برأي أن الكرم الحقيقي ليس انك تدعوني لتناول وجبة طعام في بيتك. الكرم الحقيقي هو أنك تعاملني كأنسان وتعطيني كامل حقوقي. من يقول أن الشعب السويدي غير مضياف هم لا يعلمون أن الشعب السويدي لا يطلق على المقيمين في السويد بإسم لاجئ أو مهاجر وانما يسمونهم السويدين الجدد حتى لا يشعرون بانه أقل منهم أو أنه لا ينتمون اليهم. في الوقت الذي يعيش فيه الكثير من الناس في بلدان لأكثر من خمسين سنة ومازالوا يدفعون من أجل تجديد الإقامة ويطلق عليه أسم وافد.

Annons
Annons
Annons
Annons