Annons
  1. العربية
  2. English
  3. Svenska

Maha Nasser: الرعاية الصحية في السويد ما بين تأخير ضار في تلقي الرعاية وعجز في حل المشكلة

A chronicle from Maha Nasser.
Maha Nasser
Växjö • Publicerad 15 februari 2023
Detta är en personligt skriven text i Mosaik Vxonews. Åsikter som uttrycks är skribentens egna.

يمثل قطاع الرعاية الصحية واحدًا من أكبر وأهم القطاعات وأكثرها نموًا على مستوى العالم. كما أن نمو وتطور هذا المجال وجودة الخدمة المقدمة فيه تعد مقياساً لتقدم الدول. السويد تصنف من البلدان التي تقدم الخدمات الصحية بجودة عالية. حيث تنفق السويد الكثير من المال على الرعاية الصحية. كما تعتمد الرعاية الصحية على مبدأ الرعاية المبكرة و على نشر ثقافة العناية الجسدية والنفسية للمواطنين والمقيمين. إلا أن نقص العمالة الطبية تمثل مشكلة كبيرة في السويد.

إذا كنت تعيش في السويد وتعاني من ألم ما أو ظهرت عليك مشكلة صحية ، فيتوجب عليك الانتظار لفترة طويلة لمعرفة السبب. وربما يستفحل المرض أحياناً ويسبب مضاعفات. كما لا ينبغي عليك أن تمرض في الأجازة الصيفية ، لأن معظم المراكز الصحية تغلق في الصيف. عندما يعاني المرء من اضطرابات صحية ، ويريد حجز موعد ربما يضطر للانتظار إلى ما يقرب شهر وربما أكثر. وبعض المرضى الذين يحتاجون الى أخصائيين ربما يضطرون للانتظار لفترة تزيد أحيانا على ستة أشهر وربما أكثر حتى يستطيعون الحصول على موعد ، وعليهم تحمل الألم خلال تلك الفترة ، بالإضافة إلى المضاعفات التي قد تسببها فترة الانتظار الطويلة. كما تشهد العديد من المناطق في السويد اكتظاظ في المستشفيات خلال الأزمات الصحية والوبائية ، وأثناء الشتاء. هذا الشتاء دخلت العديد من المستشفيات في حالة الطوارئ وأغلقت العديد من الأقسام وتم تأجيل إجراء العمليات. كما اضطرت بعض المستشفيات في بعض المناطق الى جعل المرضى ينامون بالممرات. بالاضافة الى أن الكثير من الناس ممن عانوا امراض الشتاء لم يستطيعوا طلب الرعاية اللازمة بسبب الاكتضاض ، وكان عليهم معالجة أنفسهم بدلاً من ذلك. حيث يصعب على المستشفيات استقبال العديد من المرضى ، بسبب تدفق المرضى وارتفاع نسبة الغياب المرضي بين الكوادر الطبية. وهذا الوضع قد يترتب عليه مخاطر خاصة لأولئك الذين يعانون من أمراض خطيرة. وهناك بالفعل حالات وفاة تحدث بسبب التأخير في تلقي العلاج آخرها وفاة شخص يعاني من التسمم بالدم ولم يتلقى العلاج الا بعد أربع ساعات. هناك طول فترة انتظار و تأخيرغيرمقبول وأحياناً مؤذي، في تقديم خدمة الرعاية الصحية في السويد.

Annons

يرجع ذلك إلى حقيقة أن القطاع الصحي في السويد يعاني من نقص في االكادر الطبي المؤهل ،وبسبب نقص العمالة الطبية هناك نقص في عدد المستشفيات والمرافق الصحية أيضاً. على الرغم من محاولة الدولة لحل هذا النقص إلا أنه مازال هناك حاجة ملحة للعمالة الطبية. هناك أسباب كثير للنقص الدائم في كوادر القطاع الصحي وقد يكون واحد من الاسباب هو أن الكثير من الطلاب لا يرغبون في دراسة الطب نظرا لصعوبته وطول فترة الدراسة ، لذلك يختارون مجالات أسهل. بالإضافة إلى ذلك ووفقاً لبعض الطلاب فأن رواتب الممرضين والأطباء في السويد متساوية إلى حد ما ولذلك يتجه البعض ممن يرغبون في دراسة الطب الى دراسة التمريض.

أن نقص الكادر الطبي ليست مشكلة السويد وحدها بل معظم الدول تعاني منها ، ولكنهم يحلون هذه المشكلة باستيراد كادر أجنبي مؤهل. أما بالنسبة للسويد فهناك شيء غير مفهوم في أسباب نقص الأطباء في دولة ثرية ومتطورة مثل السويد في الوقت التي نجد فيه دولاً فقيرة وأقل تطوراً لا يوجد فيها مثل هذا النقص.

يأتي هذا النقص في الكوادر الطبية في الوقت الذي يوجد العديد من حاملي الشهادات الطبية عاطلين عن العمل والبعض الاخر لديهم خبرة في مزاولة مهنة الطب لسنوات طويلة. في استطلاع أجريته في الصيف الماضي حول فرص العمل للقادمين الى السويد ، قابلت العديد من الأطباء ممن لديهم خبرة لأكثر من 15 الى 20 عام في مجال الطب ولكنهم لم يحصلوا علىى عمل. بعضهم اضطر للعمل كممرض بعد أكثر من 25 سنة خبرة في مجال الطب. وعندما سألنا هؤلاء عن السبب قالوا إن السبب هي القوانين الصارمة في السويد الخاصة بتعديل الشهادات والاعتراف بها. بالإضافة إلى ذلك صعوبة المنهج التي يتم دراسته من أجل تعديل الشهادة. قال احدهم ان التركيز يكون على المعلومات النظرية أكثر ولا يتم التركيز على الجانب االسريري والعملي للطبيب. حيث تصعب الإجابة على االمعلومات النظرية بالنسبة لطبيب تخرجج منذ عشرين عام ، بينما قد يجيب عليها طالب في السنة الأولى أو الثانية في كلية الطب. بالاضافة الى ذلك تشكل اللغة عائق كبير أمام الوافدين الى السويد في حال تطلب الأمر منهم الدراسة والاختبار باللغة السويدية. بما يعني أن الاختبار لا يقيس مهاراتهم وكفاءاتهم المهنية بالقدر الذي يقيس فيها مدى إجادتهم للغة وإلمامهم بالمعلومات النظرية التي من الممكن لا يستخدمونها بحياتهم المهنية. بالإضافة الى ذلك فإن الحلول الأخرى الذي تنتهجها معظم الدول في حل نقص الكوادر الطبية هو استيراد كوادر طبية من دول أخرى. على سبيل المثال معظم الكوادر الطبية في بعض الدول هم من روسيا وكوريا والصين وغيرها من البلدان. حتى الدول الفقيرة والغير متطورة تعمل على استيراد العمالة الأجنبية لحل هذا النقص. لكن السويد فهي واحدة من الدول التي تضع شروط معقدة بالنسبة لتوظيف الكوادر الأجنبية في القطاع الصحي. لذلك لماذا لا يتم بناء المزيد من المستشفيات واستيراد الكوادر الطبية من دول أخرى. لا يهم إذا كان الطبيب أو الممرض لا يتحدث اللغة السويدية ، اعتقد أن معظم السويدين لديهم القدرة على التخاطب باللغة الانجليزية ، إلى جانب ذلك من الممكن توفير بعض المترجمين لأولئك الذين لا يجيدون الإنجليزية.

ربما حرص السويد على عدم توظيف العمالة الأجنبية في القطاع الصحي ووضع شروط معقدة في ذلك هو حرصا على حياة الناس وتفادياً للأخطاء الطبية. ولكن السويد بحرصها هذا لم تمنع حدوث الأخطاء الطبية لأنه مازال هناك اخطاء طبية فادحة ومازال هناك ناس يموتون أو تسوء حالتهم بسبب فترات الانتظار الطويلة. أن تكون دولة بحجم وثراء وتقدم السويد ، ويعاني قطاعها الصحيي من هذا النقص و القصور فهذه كارثة.

Annons
Annons
Annons
Annons