Annons
  1. Svenska
  2. English
  3. العربية

Maha Nasser: لماذا بعض القادمين الى السويد غير سعداء وما علاقة ذلك بالاندماج

Maha Nasser
Växjö • Publicerad 30 maj 2022
Detta är en personligt skriven text i Mosaik Vxonews. Åsikter som uttrycks är skribentens egna.

يتهيأ للبعض أن مغادرة أوطانهم والاتجاه الى وطن أخر يستقروا فيه ، هو بمثابة الهروب من الجحيم الى الجنة. ويرسمون صورة في مخيلتهم بأن كل معاناتهم سوف تنتهي بمجرد أن يصلوا الى الوطن الجديد. وينسوا أن هناك تحديات الحياة ترافقنا أينما ذهبنا بالاضافة الى وتحديات المجتمع الجديد الذي ينبغي علينا أن نتخطاها لكي نستطيع أن نشعر بالاستقرار. لذلك تتحطم الأحلام عند الوقوف على عتبة أول تحدي.

أتى الكثير من الناس الى السويد يبحثون عن الأمان والاستقرار ، وفي نفس الوقت يحملون معهم الكثير من الامنيات الاحلام والطموحات. ولكن سرعان ما تتحطم تلك الامنيات بمجرد أن يقفوا وجها لوجه أمام تحديات المجتمع الجديد. والتي تبدأ بتعلم لغة جديدة ، ناهيك عن البحث عن عمل. والأهم من هذا وذلك هو الاندماج والشعور بالانتماء. قد يفرح البعض لحصولهم على بعض المال الذي يحصلون عليه كمساعدة أعاله من الحكومة السويدية ، ولكن مع مرور الوقت ، يدخلهم هذا في حالة من الاكتئاب. لأن ذلك لا يجعلهم يشعرون بالسعادة والاكتفاء والأهمية. لأن الشعور بالأهمية قد يكون أهم من الأكل والشرب المأوى بالنسبة للكثيرين. لذلك بعض المهاجرين غير سعداء. لقد التقيت بالكثير منهم ورأيت دموع اليأس وخيبات الأمل في عيونهم. أحد الذين التقيت بهم امرأة في الخمسينات من العمر وهي من ضمن المهاجرين آلتي تواجه صعوبة بالتأقلم في المجتمع. كانت تتحدث الي وفجأة بكت وقالت "أنا غير سعيدة هنا". حاولت معرفة السبب وسألتها: ألست سعيدة بأن أبنائك هنا جميعاً وهم بخير؟ ألست سعيدة وأنتي تعيشين في بيت آمن ولديك راتب شهري يدخل حسابك دون أن تتعبي من اجله؟ أليس هذا الوضع أحسن من أن تكوني في المخيمات؟ جاوبتي وهي تمسح دموعها وقالت "أنا لست حيوان أكل واشرب وانام" في تلك اللحظة أدركت لماذا هي غير سعيدة ولماذا هناك الكثيرين غير سعداء.

Annons

هناك ناس لا يريدون أن يأكلوا ويشربوا كالحيوانات كما ذكرت تلك المرأة. الناس يردون مهمة ينفذونها وتشعرهم بأهميتهم. الناس يحتاجون للشعور بالأهمية ربما أكثر من حاجتهم لأي شيء أخر. والشعور بالأهمية يأتي من الإنجاز. ربما الحصول على المال دون عناء يجعلنا سعداء لبعض الوقت ولكن مع الوقت نبداء نشعر بالاكتئاب، ونشعر أننا غير مهمين وغير منتجين. حتى أن بقاء الإنسان دون عمل مخالف لطبيعتنا البشرية. حيث أن الإنسان إذا ظل دون عمل لفترة طويلة يصاب بمختلف الأمراض ويدخل في حالة اكتئاب.

وإذا بحثنا عن السبب ، لماذا بعض القادمين الى السويد غير سعداء. هناك أسباب كثيرة ولكن من وجهة نظري اعتقد أن أهم هذه الأسباب هو صعوبة الاندماج وعدم الشعور بالانتماء. على الرغم من أن هناك اهتمام كبير بالاندماج من قبل الحكومة السويدية والسياسيين ، ناهيك عن منظمات الغير ربيحة وغيرها. حيث تبذل هذه الجهات جهود كبيرة في سبيل تعزيز الاندماج ، وتنفق الحكومة الكثير من المال في الاستثمار بهذا الجانب. وهذا الاستثمار ينعكس من خلال الانشطة الثقافية وبرامج تعلم اللغة وغيرها من الانشطة التي تهدف الى تعزيز الاندماج الثقافي. ولكن رغم كل هذا الاهتمام والاستثمار في هذا الجانب إلا أنه مازال هناك مشكلة في تحقيق الاندماج الحقيقي. لذلك يعتقد البعض أنه ليس هناك اندماج حقيقي. وان المهاجرين والسويد هم مثل الماء والزيت ، ليس من السهل مزجهم. لأن هناك تصادم بين الثقافات والمعتقدات الأفكار والمفاهيم. بالإضافة إلى تحديات المجتمع الجديد الذي يواجهها القادم الى السويد والتي من الممكن أن تأخذ وقت طويل إلى أن يفهم المرء المجتمع ويتعايش معه. كما يرى البعض أن السبب في ضعف الاندماج يرجع الى سياسة التوظيف في السويد ، والذي يصفونها بأنها معقدة ولا توفر فرص متساوية ، ناهيك عن نظام تعلم اللغة الذي يعتبر طويل ولا يأتي بنتائج سريعة. كل هذه أسباب من الممكن أن تقف عائق أمام تحقيق اندماج وتكامل حقيقي بين أفراد المجتمع. وبالتالي الشعور بعدم الانتماء والحزن والاكتئاب.

لذلك ، اعتقد أنه لابد من إعادة النظر في سياسة التوظيف والتعليم. كما يجب التأكد من أن الأموال التي تصرف في سبيل تعزيز الاندماج تصرف في مكانها الصحيح وتحقق نتائج ايجابية وفاعلة. بالاضافة الى ذلك فإن الاندماج هو عملية متبادلة بين المجتمع والفرد القادم الى السويد. وهي مسؤولية الفرد والمجتمع على حدًا سواء. ولكن يقع الجزء الأكبر منها على عاتق الدولة التي لابد أن توفر كل التسهيلات التي تحقيق اندماج حقيقي. على سبيل المثال ارسال القادمين الى السويد بعد SFI مباشرة الى تدريب عملي كلا حسب تخصصه واهتماماته. لأن الإنسان يكتسب اللغة أكثر مما يتعلمها. بالاضافة الى ذلك ، يجب أن يبذل المرء جهد مضاعف من أجل فهم المجتمع والاندماج فيه. ليس أقل هذه الجهود هو تعلم اللغة السويدية.

Annons
Annons
Annons
Annons