Annons
  1. Svenska
  2. English
  3. العربية

Maha Nasser: الشباب يتخطون مخاوف الكبار من التأثرالسلبي بالثقافات الأخرى ويخلقون ثقافة مختلطة

Maha Nasser
Växjö • Publicerad 30 maj 2022
Detta är en personligt skriven text i Mosaik Vxonews. Åsikter som uttrycks är skribentens egna.

تتأثر الثقافات ببعضها البعض من خلال تبادل العادات والتقاليدوالمعتقدات والأفكار ، بالإضافة الى اللغة. على مر التاريخ حصل هناك العديد من التبادل الثقافي بين شعوب عدة وثقافات مختلفة. ولو أن ذلك كان مع الأسف عن طريق احتلال دول لدول أخرى. على سبيل المثال الدولة العثمانية التي احتلت الدول العربية لقرون من الزمن. حدث خلال هذا الاحتلال تبادل ثقافي كبير جدا بين الثقافتين العربية والتركية. بالإضافة الى تأثر اللغتين ببعضهما البعض حيث دخلت الكثير من الكلمات العربية على اللغة التركية والكثير من الكلمات التركية على اللغة العربية. الثقافة التركية ليست الوحيدة التي أثرت وتأثرت بالثقافة العربية ، يل أثرت الثقافة الفرنسية بشكل كبير على الثقافة العربية من خلال احتلالها لعدة دول عربية. حيث تأثرت اللغة العربية بشدة باللغة الفرنسية والثقافية الفرنسية ، إلى الوقت الحالي هناك الكثير من الكلمات نستخدمها في لغتنا العربية ونحن لا نعرف انها فرنسية. حتى الدول العربية التي لم تحتلها فرنسا تأثرت أيضا بالثقافة الفرنسية من خلال التبادل الثقافي بين الدول العربية نفسها وكذلك من خلال السينما المصرية. بالإضافة إلى ذلك تأثرت الثقافة العربية بالثقافات أخرى مثل والانجليزية والهندية وغيرها. ولكن وعلى الرغم من كل ذلك التأثر إلا أن الثقافة العربية مازالت تحتفظ بهويتها.

عندما نتحدث عن السويد ، ظلت السويد بلد منكفئ على نفسه لفترة كبيرة من الزمن ، بحكم أنه لم يكن لدى السويد طموحات سياسية واقتصادية مثل باقي الدول الأوروبية ، لذلك لم تتأثر الثقافة السويدية بالثقافات الأخرى. لم يكن هناك اختلاط بالثقافات الأخرى حتى سبعينيات القرن الماضي عندما بدأت الهجرة من شرق اوروبا. وربما هذا ما يفسر الى حد ما عزلة الشعوب الاسكندنافية وخوفها من الثقافات الأخرى. ولكن في الفترة الأخيرة تدفق الكثير من اللاجئين الى السويد بسبب الحروب الدائرة في اجزاء مختلفة من العالم. وهذا ما جعل السويد بلد متنوع ثقافياً. لكن هناك رفض لهذا التنوع الثقافي. لأن هناك خوف من قبل المجتمع السويدي من أن تتأثر الثقافة السويدية بالثقافات الأخرى بشكل سلبي. كما يرى البعض أن اللغات الأخرى تشكل تهديدًا على اللغة السويدية ويمكن أن تحل محلها. ويغضب البعض عندما يتعلق الأمر بمن لم يتعلموا السويدية ويستمرون في التحدث بلغتهم الأم. في الوقت نفسه يخاف فيه الناس ذو الخلفيات المهاجرة من أن يتأثر أولادهم بالثقافة السويدية بشكل كامل وينسون الثقافة التي اتون منها. ويحاولون خلق توازن لدى أطفالهم للتماشي مع الثقافتين. بحيث يتربى الأبناء على ثقافة أبائهم و ينخرطون بشكل غير مبالغ فيه بالثقافة السويدية. على سبيل المثال يشعر الآباء من خلفيات مهاجرة بالقلق من أن ينسى أطفالهم التحدث بلغتهم الأم. ومن المهم بالنسبة لهم أن يتعلم أبنائهم لغة والديهم في الكتابة والقراءة والنطق ، حفاظا على الهوية أولا ، وثانيا ، يجب أن يكون الطفل قادرًا على التواصل مع أسرته وأقاربه. في الوقت الذي تعتبر اللغة السويدية للأطفال ذوي الخلفيات المهاجرة هي لغتهم الأم وتعتبر لغة والديهم لغة ثانية بالنسبة لهم. أحد الصديقات تقول أن إبتها التي جاءت الى السويد عندما كان عمرها 3 سنوات وتبلغ الآن من العمر 14 سنة ، تتحدث السويدية بطلاقة أكثر من اللغة العربية على الرغم من أن كل أفراد عائلتها يتحدثون العربية في المنزل وعندما يتحدثون إليها عائلتها بالعربية تجيب هي بالسويدية. هي تفهم العربية ولكنها تجد صعوبة بالتحدث بها ، وتقول أن اللغة السويدية هي لغتها الأم وتجد صعوبة في الإجابة باللغة العربية لأن الترجمة من السويدية إلى العربية تستغرق وقتًا أثناء الرد. لم يستطيع الأباء منع أبنائهم من التأثر بالثقافة السويدية ، كما لم تمنع مخاوف السويديين الثقافة السويدية من التأثر بالثقافات الأخرى. وعلى الرغم من كل تلك المخاوف هناك تداخل وتبادل ثقافي كبير جدا يحدث بين الثقافة السويدية والثقافات الأخرى. لكن هذا التبادل والتزاوج الثقافي لم يخلقه الكبار ذوي المخاوف بل خلقوه فئة الشباب والأطفال.

Annons

بحسب بعض المعلمين الذين يعملون مع الاطفال والشباب ، فإن هناك لغة جديدة ومختلطة ظهرت بين الشباب حيث أنهم يدرجون بعض الكلمات الاجنبية مثل العربية او الصومالية الو اي لغات أخرى الى اللغة السويدية أثناء حديثهم. كما يتأثرالأطفال الذين يلعبون مع بعض البعض ويقضون أوقاتهم مع بعض بالحضانات او في اماكن أخرى باللغات الاجنبية. على سبيل المثال فاجئني طفل سويدي لا يتجاوز عمره أربع سنوات وهو يغني اغنية باللغة العربية. ومن الواضح أنه يقضي وقته من طفل يتحدث العربية ويغني هذه الأغنية أمامه. لا أعرف إلى أي مدى من الممكن ان يكون هذا الشيء ايجابي او سلبي بالنسبة للمجتمع السويدي؟ ولكن من وجهة نظري فإن هذا ما يسمى بالتزاوج الثقافي ، وهو دمج الثقافات لخلق ثقافة جديدة عبارة عن خليط من كل الثقافات ، وأعتقد أن الجيل القادم سيحمل هذه الثقافة. لأن الأطفال والشباب هم أكثر تأثرا من الكبار. حيث واجه الكبار مشكلة في كبيرة في الاندماج وتعلم اللغة حتى أن البعض منهم يقيم في السويد لسنوات طويلة وما يزال يعتمد على أبنائه في الترجمة. بينما لم يشكل الاندماج وتعلم لغة جديدة عائقا امام الشباب والأطفال واندمجوا بالمجتمع مكونين خليط ثقافي رائع على الرغم من أن هذا الازدواج الثقافي قد يخلق في بعض الأحيان صراع داخل المرء بسبب ازدواجية الهوية. إلا أن الشباب السويدي مع الشباب من خلفيات مهاجرة تجاوزوا كل المخاوف الآباء والكبار و اندمجوا بشكل مثير للإعجاب. حتى أن الارتباط العاطفي بين هذه الفئة أكثر من غيره من الفئات العمرية. لأنهم ليس لديهم المخاوف بشأن الارتباط من أناس من ثقافات مختلفة ولا يخافون من التصادم الثقافي.

بغض النظر عن المخاوف عن الجانب السلبي الذي قد ينتج من تداخل الثقافات. إلا ان الجانب الإيجابي يظل أكبر بكثير لأن ذلك سيخلق نسيج اجتماعي متجانس على الرغم من الاختلافات الدينية والعرقية. ويساهم في تقبل الآخر ويعزز الشعور بالإنتماء. بالإضافة الى ذلك ، مهما بلغ تأثر المجتمع السويدي بالثقافات الأخرى ، ألا ان هذا التأثر سيظل بشكل طفيف. بينما يتأثر القادمين الى السويد والشباب ذوي الخلفيات المهاجرة بشكل كبير بالثقافة السويدية. وهذا يعني أن الثقافة السويد ستحافظ ايضاص على هويتها ، مهما بلغ تأثرها بالثقافات الأخرى.

Annons
Annons
Annons
Annons