Annons
  1. العربية
  2. Svenska
  3. English

Maha Nasser: ارتفاع الأسعار يرهق المواطنين ويفرغ حسابتهم البنكية

Maha Nasser
Växjö • Publicerad 28 november 2022
Detta är en personligt skriven text i Mosaik Vxonews. Åsikter som uttrycks är skribentens egna.

عادة ما يصاحب دخول فصل الشتاء المظاهر المبهجة والأجواء الاحتفالية بعيد الميلاد المجيد ، والتي تجعل من قدوم فصل الشتاء مناسبة سعيدة ينتظرها الجميع. إلا أن أجواء عيد الميلاد هذا العام تختلف كثيرا عن ما شهدناه في السنوات السابقة، وذلك بسبب تراجع العملة ، والوضع الاقتصادي الحالي الذي يعيشه السويد و الكثير من الدول الأوروبية.

الحرب على أوكرانيا ، أو نستطيع أن نطلق عليها حرب الهيمنة على العالم. أدت هذه الحرب فيما يقارب العام إلى تداعيات عدة على دول الاتحاد الأوروبي منها أزمة الطاقة والتضخم الاقتصادي. التي تعد اليوم من أهم التحديات التي تواجه حكومات الاتحاد الأوروبي. حيث تعاني الكثير من الدول الاوروبية من أزمة اقتصادية منذ بداية الحرب على أوكرانيا. أنهكت هذه الحرب الدول الأوروبية اقتصاديا بسبب العقوبات المتبادلة بينها وبين وروسيا. وسبب ارتفاع الاسعار هلع كبير بين المواطنين في عدة دول أوروبية ، وشهدت العديد من العواصم الأوروبية في الأوانة الأخيرة مظاهرات تندد بارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة ، وتطالب بضرورة رفع الأجور لمواجهة التضخم. حيث أن بعض الدول تشهد تراجع كبير للقدرة الشرائية منذ أربعين عاماً. كما أن من المتوقع أن تشهد أوروبا شتاء قاسيا بسبب أزمة الطاقة. وسوف يعاني الناس من شتاء بارد يصاحبه ارتفاع حارقاً للأسعار والوقود والخدمات.

Annons

السويد أيضاً هي أحد الدول التي تعاني من التضخم الاقتصادي وأزمة الطاقة ، حيث أن التضخم الذي تشهده السويد وصل لذروته في الوقت الحالي، وهو الأسوأ منذ 31 عاما ، بحيث أن المواطنين لم يعودوا قادرين على الاستهلاك برواتبهم مثلما كانوا يفعلون بالسابق ، ولم تعد الأجور تكفي لدفع الفواتير وشراء الطعام. كما أن التضخم وارتفاع الأسعار لم يؤثر فقط على السلع الغذائية ، بل على الوقود والخدمات بما في ذلك الارتفاع الجنوني لأسعار الكهرباء ، ومؤخرا أيضا زادت اسعار النقل العام ومازالت شركة النقل تريد ان ترفع أسعار التذاكر أكثر من ذلك. بالإضافة الى ذلك ، رفع سعر الفائدة هي أحد خطط الحكومة لمواجهة التضخم ، ولكن رفع سعر الفائدة والتي سوف يستمر في الارتفاع سيكون عقبة أخرى أمام أصحاب القروض حيث سيعجز البعض عن مجاراة سعر الفائدة وسداد أقساط القروض التي عليهم. وما يزيد الطين بله هو ان شركات الاسكان تريد هي ايضا رفع الإيجارات منذ بداية العام مما قد يشكل هذا ضغط اقتصادي كبير يصعب على الكثير من الأسر أن تتحمله.

بسبب كل هذا تبدو أجواء عيد الميلاد هذا العام باهتة. في الوقت الذي لم نتعافى فيه من أزمة كورونا الذي ارهقتنا صحياً واقتصادياً نجد أنفسنا أمام أزمة جديدة هي أزمة التضخم الاقتصادية وارتفاع الأسعار. الى جانب الأجواء الاحتفالية بعيد الميلاد المجيد ، هناك ارتفاع للأسعار يرهق المواطنين ويفرغ حسابتهم البنكية. ربما البعض لن يكن قادرا على الاحتفال وشراء الهدايا عيد الميلاد ، وربما تكون هدايا عيد الميلاد رمزية هذا العام بالنسبة للبعض. الناس أثقلت كاهلها الفواتير الشهرية وارتفاع أسعار المواد الغذائية والكهرباء والوقود. حيث يعاني معظم الناس من ضعف القوة الشرائية وظروف معيشية صعبة. خاصةً ذوي الدخل المحدود وأولئك الذين ينفقون رواتبهم على الغذاء والسكن و سداد ما عليهم من فواتير. ما نحن فيه حالياً ليس كل شيء بل أن خبراء الاقتصاد يتوقعون الأسوء من حيث ضعف الاقتصاد وارتفاع الاسعار وارتفاع نسبة التضخم وضعف القوة الشرائية. في الوقت الذي يرى فيه الخبراء أن زيادة الرواتب قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم ، وبالتالي ليس هناك زيادة متوقعة للرواتب. وليس هناك حل سوى ان على الحكومة أن تتحمل المسؤولية لتخفيف العبء الاقتصادي على مواطنيها. بحيث تضع خطة مالية تكون قادرة على إنقاذ الاقتصاد من الركود. ووفاء السياسيين بالوعود الذي قطعوها على أنفسهم قبل الانتخابات ، كمساعدة المواطنين في تحمل جزء من فواتير الكهرباء وغيرها من الوعود.

منذ أكثر من عشر سنوات والعالم يعيش في حروب واضطرابات وأزمات. وهذه الحروب والموت والدمار الذي لحق بالعديد من الشعوب والبلدان والأزمات التي نعيشها الآن هي من صنع قادة جشعين يريدون تحقيق مصالحهم بأي ثمن ، ونحن من ندفع دائما ثمن تطلعاتهم وطموحاتهم.

Annons
Annons
Annons
Annons