كرار سعد: لم اتلقى التعليم في بلدي وأردت تغيير واقعي ومستقبلي
كتبت وسائل الإعلام عن مساهمة رجل الاعمال كرار سعد الفاعلة في المجتمع التي بدأت بدعم انشطة الشباب إلى توفير قص شعر مجانا للكادر الصحي أثناء أزمة كورونا واخيرا تقديم خدمات مجانية للاجئين الاوكران بالاضافة الى الاعمال الخيرية التي يقوم بها خارج السويد. أردنا ان نسلط الضوء عن هذه الشخصية ومعرفة المزيد عنه. أتي كرار سعد الى السويد في عام 2003 ، منذ ذلك الحين درس العديد من المجالات ، من بين أمور أخرى مساعد ممرض وسائق باص وفي مجال البناء. ولكنه أختار الاستثمار في نهاية المطاف. لم يتلقى كرار تعليمه المدرسي في العراق وذكر أن ذلك بسبب الأوضاع المعيشية لعائلته. ويقول في هذا " لم أذهب الى المدرسة وذلك بسبب الأوضاع المعيشية التي كنا نعيشها. لأنني كنت أساعد أبي في العمل مع أخوتي. حيث كنا نبيع الشاهي مع والدنا في كشك على الشارع. وعملت بعد ذلك في المطاعم وفي أعمال البناء. لكن أخواتي تلقن تعليمهن المدرسي. لأن العمل للنساء صعب في بلدنا وينبغي أن تحمل المراة شهادة لتتمكن من الحصول على عمل. في عام 2003 قرر والدي السفر الى السويد. وكان عمري 17 سنة آنذاك. لحقنا بوالدي ولكنا مكثنا فترة في إيران وتعلمت اللغة الفارسية وعملت في الترجمة والسياحة هناك."
هل كنت تشعر بالغيرة من ان اخواتك يذهبن الى المدرس بينما حرمت انت من التعليم؟
لم أشعر بالغيرة من تعليم أخواتي بل العكس أشعر بالفخر أني كنت قادر على العمل وساهمت في اتاحة الفرصة لهن بالتعلم. اليوم إحداهن تدرس طب والأخرى تدرس قيادة الطائرات وإحداهن تدرس محاسبة وإحداهن معلمة.
في السويد لم يستطع كرار سعد أن يلتحق بالمدرسة لأنه كان لا يجيد الكتابة والقراءة بالعربية. لذلك تلقى تعليم البالغين. ولأنه حرم من التعليم في بلده كان عنده شغف كبير للتعلم وتلقى تعليم في مختلف المجالات. يقول كرار " في الاسفي كنت أجلس الى جوار أبي وأمي. تعلمت اللغة السويدية ، وبعدها درست كورس لمدة سنة في مجال البناء. وفتحت شركة أعمال بناء ولكن أغلقتها بعد فترة بسبب مشكلتي في فهم الرياضيات ، لأن العمل كان يحتاج للكثير من الحسابات. بعد ذلك تلقيت تعليم بمساعد ممرض وعملت في مجال الرعاية. كما تلقيت تعليم في مجال التنظيف وبعد ذلك عملت في شركة تنظيف وأصبحت مسؤول عن جميع عمال التنظيف في فيكخو. استمريت في تلقي التعليم وأخذت تعليم في قيادة الحافلات ، وعملت بعد ذلك كسائق باص وفي نفس الوقت عملت في صيانة الباصات."
لم يستمر كرار في أي من هذه الأعمال لأنه كان يحس انه لم يحقق حلمه بعد ، لذلك بدأ يفكر في الاستثمار.
"كان أول مشروع لي هو افتتاح صالون حلاقة Kings Frisör. السبب في ذلك هو أن سكان فيكخو كانوا قليل في ذلك الحين ، ولم يكن هناك العديد من صالونات الحلاقة وكنت عندما أذهب الى صالونات الحلاقة لأقص شعري ، أنتظر لوقت أطول من أجل الحصول على موعد ، لذلك فكرت مباشرة بالاستثمار في هذا المجال وساعدني في ذلك زوج أختي الذي كان يعمل حلاقاً. وعندما بدأت ثبت سعر الحلاقة مابين 150 - 200 وهذا كان يناسب ذوي الدخل المحدود ، ومازلنا مستمرين الى الآن."
لم يكتفي كرار بمشروع واحد ، حيث افتتح مقهى Nutella crepes house أثناء الوباء. وبعد ذلك استثمر في ورشة اصلاح السيارات Bilverkstad بالاضافة الى Smart Green City AB لغسيل السيارات بالبخار. يقول كرار" عندما كنت في دبي رأيت هذه الخدمة هناك لذلك أردت نقلها الى فيكخو. بحيث يكون نسبة الماء المستخدمة قليل جدا. هي طريقة تقلل من خطر تضرر البيئة بغسيل السيارات. كان الهدف هو الاستثمار والحفاظ على البيئة بنفس الوقت وإدخال خدمة جديدة الى فيكخو. بعد ذلك قمت بشراء Bilverkstad الورشة المجاورة لمحل الغسيل."
ذكر كرار أنه كان لديه فكرة مشروع أخر وهو تقديم خدمة سريع في صيانة السيارات أثناء ما يقوم الشخص بالتسوق وخطط لتنفيذ المشروع في موقف السيارات في جراند سمرقند ولكنه لم يحصل على تصريح في الحصول على مكان لفتح الشركة.
يعمل كرار سعد حاليا على دراسة مشروع افتتاح شركة لغسيل السجاد. يقول كرار " المشروع جديد كليا ولا يوجد في فيكخو. حيث سيتم غسيل السجاد بتقنية حديثة ، ساقوم بشراء المكائن المخصصة لذلك من المانيا وسوف أقدم الخدمة بأسعار تناسب الجميع. سيكون لشركة عدة أقسام من بين أمور أخرى قسم لغسيل السجاد وقسم أخر لغسيل أغطية الفنادق وقسم مخصص للفراشات وقسم مخصص لغسيل والأرائك حيث سيكون هناك فريق مخصص يزون المنازل وينظف الأثاث بالبخار. المشروع هو لسكان فيكخو من أجل أن يوفر نقودهم بشراء السجاد الجديد. لأنهم لن يحتاجوا للتخلص من السجاد القديم في حال أصبح متسخ ، بإمكاننا أن نعيده جديداً كما كان وبأقل تكلفة. من المتوقع افتتاح المشروع خلال هذا العام. حاليا أبحث عن مكان مناسب للمشروع لأني اريد مكان كبير. وأمل أن يكون هناك تعاون من قبل البلدية في تقديم التسهيلات اللازمة."
يشير كرار الى أنه يواجه صعوبة في الحصول على موظفين ويقول أنه لم يتلقى الدعم اللازم من مكتب العمل فيما يتعلق بالموظفين. على الرغم من حاجته لدعم في بداية الاستثمار. "في الحقيقة احتاج للكثير من الموظفين. نحن لا نريد عمال محترفين ، أريد فقط موظفين ونحن سنقوم بتدريبهم على العمل. لكن مع الأسف لا احصل على الدعم اللازم."
لماذا اخترت الاستثمار؟
كان حلم الطفولة. عانيت كثير في الطفولة لذلك أردت تغيير قدري ومستقبلي.
هل تفكر بالاستثمار خارج السويد؟
ربما أوسع استثماراتي ببلدان أخرى ولكني لا أريد الانتقال من السويد ، احب هذا البلد كثير واريد أساهم في تطويره ونموه. أريد ان أجعل من فيكخو وجهة لبقية البلديات ووجهة لزوار ، وتوفير المزيد من الخدمات الحديثة والمطورة التي تساهم في نمو المدينة. لا اريد كسب المال بالقدر الذي اريد فيه المساهمة في تطور المدينة التي أحبها.
حدثنا قليلا عن الأعمال الخيرية التي تقوم بها!
يعتقد الآخرون ان الأعمال الخيرية تعرضهم للخسارة لكنها مكسب في كل الأحوال.
ثانياً فيما يخص اللاجئين الأوكران فهم يحتاجون إلى الدعم في البدايات نحن أتينا لاجئين ونعرف جيدا ماذا يعني ذلك. والسبب الأهم وراء ذلك هو انني كنت فقير وعشت ظروف صعبة. اليوم عندي القدرة على المساعدة ولو بشكل بسيط وهذا يسعدني. لذلك سوف استمر بالأعمال الخيرية.
هذا الصيف سوف أقضي اجازتي الصيفية في كل من كينيا وبنين الافريقيتين لعمل مشروع مياه لسكان القرى التي تعاني من شحة المياه.
ماذا تقول للقادمين إلى السويد والذين يواجهون صعوبة في العثور على عمل؟
تعلم اللغة ، ادرس اي مجال أخر حتى إذا لم يكون المجال التي كنت تعمل به في بلدك. ليس بالضرورة أن تحب المهنة التي تعمل بها لكنها سوف تسهل لك الحياة وفهم المجتمع.
استثمروا افتحوا مشاريع جديدة ساهم بتطوير البلد التي قدمت لك المساعدة. انصح الجميع بالاستثمار وعدم الخوف من الخسارة. خطط ادرس مشروعك جيدا نفذ! الاستثمار يحتاج للمغامرة في بعض الأحيان.
اختار اصدقائك الذين يؤثرون بحياتك بشكل إيجابي ، لا تمضي وقتك مع الأصدقاء الذين يشتكون طوال الوقت.لأنهم سوف يؤثرون عليك بشكل سلبي.