Annons
  1. Svenska
  2. English
  3. العربية

Maha Nasser: هل ستبقى السويد كما هي أم أن SD سوف يغير من ملامحها؟

Maha Nasser
Växjö • Publicerad 26 september 2022
Detta är en personligt skriven text i Mosaik Vxonews. Åsikter som uttrycks är skribentens egna.

أحدثت الانتخابات الأخيرة تغيير كبير لم يكن متوقع في سياسة السويد. حيث أحدثت هذه الانتخابات منعطف واضحاً في الحياة السياسية في السويد ، بعد صعود حزب اليمين المتشدد إلى السلطة. ربما يؤدي هذا التغير السياسي الى تغيير ملامح السويد التي عرفت عالميا بانسانيتها واحترامها لحقوق الإنسان والقائمة على مبدأ المساواة والتسامح الثقافي.

قضية الهجرة والمهاجرين هي من أسخن القضايا التي يتم تداولها بين الأحزاب السياسية في أوروبا بشكل عام وفي السويد بشكل خاص. بل أنها قد تكون حجر الحظ للأحزاب اليمينية المتشددة التي تضمن لهم الفوز. حيث خدم تدفق اللاجئين بالسنوات الأخيرة إلى أوروبا الأحزاب اليمينية المتشددة بشكل كبير. كما ساعدت قضية الهجرة على صعود حزب السويد الديمقراطي في السويد ليكون ثاني أكبر حزب في السويد خلال 12 سنة فقط ، بعد أن كان منبوذاً سياسيا واجتماعياً. أتخذ هذا الحزب من قضايا المهاجرين سلما يساعده على الصعود للسلطة. بحيث يتم إثارة الخوف من تواجد المهاجرين وربطهم بالعصابات والجريمة. ويتهمهم بعدم قدرتهم على الاندماج في المجتمع والتكيف مع قوانين البلد. كما تم إثارة عدة قضايا تتعلق بالمهاجرين هذا العام ، وساهم إثارة هذه القضايا بطريقة أو بأخرى بصعود اليميني المتشدد. مثل قضايا سحب السوسيال للأطفال من ذويهم والتي أثارت جدلا واسعاً على الصعيد الإعلامي. بالإضافة إلى لأعمال الشغب التي صدرت من بعض المهاجرين كردة فعل على حرق المصحف. وصور إعلام اليمين هذه الأحداث على أنها عدم قدرة المهاجرين على الاندماج وعدم تكيفهم مع قوانين البلد. لذلك وظف اليميني المتشدد كل ما حدث لصالحه وفاز بالفعل بانتخابات 2022 ، ليصعد ويصبح ثاني أكبر حزب في السويد. شكل صعود حزب السويد الديمقراطي صدمة لكلا من السويدين والمهاجرين. كما أثار قلقاً كبير بين الوافدين الى السويد. لأن هذا الحزب عرف بكراهيته الأجانب ، ومناهضته لسياسة الهجرة وتواجد المهاجرين ، بالإضافة إلى تبني ايدلوجية قائمة على العنصرية والكراهية. لذلك خلف صعود هذا الحزب قلق كبير بين الوافدين إلى السويد خاصة أولئك الذين مازالت قضاياهم عالقة في دائرة الهجرة. مثل مقدمي اللجوء وأصحاب الإقامات المؤقتة وقضايا لم الشمل.

Annons

كان الخطاب التشاؤمي حاضر وبقوة بين الناس. الكثير منهم أصيبوا بخيبة أمل من صعود حزب السويد الديموقراطي إلى السلطة. لم يقتصر الخطاب التشاؤمي على المهاجرين فحسب ، بل حتى أن الكثير من السويدين لم يكونوا سعداء بنتائج الانتخابات. يدور قلق المهاجرين حول القرارات التي من الممكن أن يتم اتخاذها بالحكومة الجديدة والتي من شأنها قد تسبب الكثير من الإقصاء وعدم المساواة وسلبهم حرية الاختيار. كما هناك قلق كبير من تفشي العنصرية والكراهية. الكثيرين قلقين من تحول السويد التي عرفت ومازلت تعرف بإنسانيتها وحفاظها على كرامة الإنسان الى بلد تسود فيه العنصرية والكراهية. ويعتقد البعض أن السويد التي تحمل آلاف المهاجرين عناء القدوم إليها من أجل العيش حياة آمنة وكريمة ، سوف لن تبقى كما هي. في سياق موازي ، لام الكثير من المهاجرين حزب نيانس الذي تم انشاؤه حديثا والذي بحسب بعض الإحصائيات أنه حصل من 20- 30 % من الاصوات في بعض الدوائر الانتخابية في مدينتي مالمو وستوكهولم. واتهم البعض الحزب بتشتيت الأصوات التي كانت من المفترض أن تصب في صالح الأحزاب التي تدعم قضايا المهاجرين. بل هناك من ذهب أبعد من ذلك وقال إن إنشاء حزب نيانس في هذا التوقيت بالذات هو خطة مدبرة لفوز اليميني المتشدد. لأن حزب نيانس يدافع عن نفس القضايا التي يستغلها حزب السويد الديمقراطي في سبيل خلق الخوف من تواجد المهاجرين. الكثير من المهاجرين غير راضين عن إنشاء حزب نيانس الذي يدعي أنه سيدافع عن قضاياهم وسوف يوصل أصواتهم. ويرى الكثير أن أجندته تتعارض مع حزب السويد الديمقراطي وتصب في مصلحته في آن واحد ، لأنه يؤكد ادعائته ضد المهاجرين. على الرغم من أن هناك من يرى أن نيانس سوف يناصر قضاياهم وسوف يوصل أصواتهم وأنه طريقتهم الوحيدة للدفاع عن قضاياهم وحقوقهم. الا أن الاغلبية يرون من أن هذا الحزب سيزيد من عزلتهم و سيضر بهم أكثر مما أنه قد يفيدهم.

ولكن بغض النظر على فوز اليمين أو اليسار فإن الفئة الأضعف والذي قد تتأثر من تغير السياسة في السويد هم المهاجرين. والسؤال الجدير بالطرح الآن : مع هذا التغيير السياسي الكبير من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين ، هل ستبقى السويد التي عرفت ومازلت تعرف بأكثر الدول انسانية وأكثرها حفاظا على كرامة الإنسان والتي تحمل آلاف المهاجرين عناء القدوم إليها من أجل العيش حياة آمنة وكريمة ، والقائمة على قيم التصالح والتسامح الثقافي كما هي ، أم أن SD سوف يغير من ملامحها؟

Annons
Annons
Annons
Annons