Annons
  1. العربية
  2. English
  3. Svenska

سام ادوارد ما بين الحنين الى الوطن والتوق إلى الحرية

سام ادوارد لموسايك:-
- الستائر التي يضعها بعض المهاجرين على نوافذهم تعزلهم عن العالم.
- القيم الإنسانية المشتركة قادرة على تقليص الفجوة بين السويديين والمهاجرين.
- الإعلام في السويد يتميز بالشفافية والحياد والجرأة ولا يتبع أي سلطة سياسية.
Växjö • Publicerad 18 september 2019
.
.Foto: Mattias Ahlm/Sveriges Radio

سام ادوارد إعلامي سوري قدم الى السويد نهاية عام 2009، بحثا عن الحرية، بعد أن تعرض للاعتقال من قبل النظام السوري، على إثر مقال كان قد كتبه منتقدا فيه الوضع السياسي والاقتصادي في سوريا. يعيش سام حاليا في مدينة فيكخو مع زوجته وطفلتهما، ويعمل في راديو كرونوباري. في لقاء خاص لموسايك يحدثنا سام ادوارد عن حياته في السويد، وعن الظروف التي أدت الى اعتقاله قائلاً " كانت نشأتي في منطقة ريفية في سوريا، تعلمت منها البساطة والدفء وحب الأسرة، العائلة مقدسة بالنسبة لي وهذا ما تعلمته من جدي". عمل سام كمدرس للغة الانجليزية لمدة سبع سنوات، الى جانب عمله كمدرس موسيقى. ولكنه كان يعشق العمل الصحفي فقد كانت هوايته منذ الصغر، حسب قوله. " الى جانب مهنتي كمعلم عملت كصحفي. الإعلام كان هوايتي منذ الصغر حيث كنت أقوم بتقليد المذيعين، ثم كبرت معي الموهبة دون أن يتسنى لي دراسة الإعلام والصحافة بشكل أكاديمي بسبب تعقيدات الإجراءات الخاصة بالقبول التي تتطلب الانتماء لحزب البعث وأنا لم اكن كذلك، لكني مارست العمل الصحفي في سن مبكرة حيث كتبت أول مقال لي في صحيفة المحرر نيوز اللبنانية التي كان يسمح بدخولها إلى سوريا. كان عمري حينها عشرين سنه وكان المقال ردا على افتتاحية رئيس التحرير، الذي كتب عن موضوع الأقليات في العالم العربي، فكتبت مرافعة سياسية تاريخية وحقوقية عن موضوع الأقليات كوني أنتمي الى الأقلية الاشورية المسيحية في سوريا".

تلقى سام التشجيع والإعجاب من كل المحيطين به بعد تجربته الأولى في الكتابة الصحفية، وهذا ما دفعه للمضي قدما في تحقيق حلمه، والعمل في مجال الإعلام. يعلق سام على هذا قائلاً "عملت بعد نجاح تجربة كتابة المقال السياسي في عدة وسائل إعلامية، مثل صحيفة الضياء العراقية باللغتين العربية والسريانية، وكذلك في قنوات التلفزيون الآشورية، عملت في تغطية الأحداث التي لها علاقة بالشأن الاجتماعي والثقافي لكن لم يكن مسموحا التطرق للجانب السياسي".

Annons

بدأت المعارضة السورية تنشط في عام 2005، وكان سام في صفوف الصحفيين والنشطاء المدنيين المناهضين لممارسات النظام.

يقول سام "كنا نكتب مقالات ننتقد فيها القمع والضغط ومصادرة الحقوق والحريات من قبل النظام على الموقع الإلكتروني التابع للمعارضة السورية، وفي عام 2008 كتبت مقالا تحت عنوان (اللاءات الثلاث: لا غاز لا مازوت لا كهرباء) انتقدت فيه بشدة الوضع الاقتصادي وفساد النظام فتم اعتقالي لمدة ثلاثة أسابيع". ويضيف سام: "بعد الإفراج عني منعت من مزاولة مهنة التعليم لأني كنت أشكل خطرا على أمن الدولة كما جاء في تبرير وزارة التربية. والخطورة كانت تأتي من قيامي مثلا بتعليم الأطفال حرية اختيار الألوان لرسم الأحرف وتلوينها مشددا ان هذه تسمى ديمقراطية!

كيف كانت رحلتك الى السويد؟

- قدمت الى السويد نهاية العام 2009 كزائر بعد أن تلقيت دعوة من شقيقتي التي تعيش في السويد، كما قدمت لي السفارة السويدية في دمشق التسهيلات اللازمة للحصول على الفيزا، وكل ذلك بمساعدة بعض أصدقائي من الصحفيين السويديين. وعندما وصلت الى السويد تقدمت بطلب الحصول على اللجوء السياسي، حيث كان من الصعب الرجوع الى سوريا لأن الوضع كان خطيراً جداً بالنسبة لي.

ما هي الصعوبات التي واجهتك في السويد؟

-المجتمع الجديد يمثل صعوبة لأي مهاجر، لكن الأمر الأكثر قسوة كان الحنين للوطن والأهل. فقد أُجبرت على الرحيل من وطني الذي أُحبه وأنتمي اليه، وأترك كل شيء ورائي، زوجتي، عائلتي، أصدقائي وذكرياتي. على الرغم من أن الكثير من أفراد أسرتي واقاربي يعيشون في السويد وأمريكا وغيرها، لكني لم أفكر قط بالهجرة. اما بالنسبة للأمور الأخرى فقط كنت محظوظا جداً، لأنه كان لي علاقات جيدة ضمن الوسط الصحفي ولدي الكثير من الأصدقاء، حيث أن هناك جالية اشورية كبيرة مقيمة في السويد. وهذا ما سهل لي الحصول على عمل في التلفزيون الاشوري بستوكهولم بعد سته أشهر من وصولي الى السويد. في الحقيقة أنا اعتبر أن الوضع الاقتصادي هو التحدي الأكبر الذي من الممكن أن يواجهه اي وافد، ولكن عندما تستقر ماديا يصبح الوضع أفضل.

كيف كانت تجربتك مع اللغة السويد؟

- لم أواجه اي صعوبة في تعلم اللغة السويدية، لأن الله منحني قدرة غير عادية لتعلم اللغات الجديدة. بحكم تمكني من اللغة الإنجليزية ساعدني كثيرا في البداية، فكل السويديين يتكلمون الإنجليزية بطلاقة. بعد ذلك درست في معهد تعليم اللغة السويدية للاجانب "SFI" ، وأستطعت إنهائها في شهر ونصف وهي فترة قياسية، وحصلت حينها على 12000 كرون كجائزة، كانت تقدم لمن يُكملون دراسة اللغة السويدية من القادمين الجدد في فترة وجيزة.

كيف كانت بدايتك مع راديوا كرونوباري؟

- عملت لمدة أربع سنوات في التلفزيون الاشوري في استوكهلوم ، كمقدم نشرات أخبار ومقدم برنامج حواري سياسي.، حيث كانت برامجه موجهة لكل الآشوريين الذي يتابعونا حول العالم. بعدها انتقلت الى فيكخو، وعملت في البداية كمترجم، وعملت كمساعد مدرس أيضاً. كنت ضيفا على أحد البرنامج في راديو كرونوباري، للتعليق على الوضع السياسي في سوريا، حيث كنت عائدا من جنيف بعد مشاركتي حينذاك في المحادثات التي رعتها الأمم المتحدة. بعدها تلقيت عرض للعمل في الراديو. وأثناء عملي في الراديو قدمت مشروع راديو كرونوباري باللغة العربية، والذي كانت فكرته ترجمة الأخبار المتعلقة بمحافظة كرونوباري وبثها باللغة العربية بالإضافة الى أجراء لقاءات مع الشخصيات المهاجرة التي قدمت نموذجاً ناجحاً في السويد. وكان هناك أيضاً برنامج تعليمي حول المجتمع السويدي، وهذا المشروع توقف في الوقت الحالي.

Annons

كيف تنظر الى التنوع الثقافي في السويد ؟

- التنوع الثقافي يغني المجتمعات، وأنا عندي فلسفتي الخاصة في هذا الموضوع، حيث أعتقد أن القيم الإنسانية مثل الإيمان بالمساواة والحرية والعدالة واحترام الآخر والتسامح وغيرها، هي قيم إنسانية لا نستطيع القول إنها قيم سويدية او قيم سورية او أنها تنتمي لشعب دون آخر. وعندما ينتقل المرء أو يهاجر من مجتمع لمجتمع آخر، وهو يحمل هذه القيم ويؤمن بها، يصبح اندماجه بالمجتمع الجديد أسرع وأسهل وأكثر سلاسة وإيجابية، وهو في هذه الحال استكمال لممارسة هذه القيم وليس اندماجا. على المرء أخذ القيم الجميلة من مجتمعه والمجتمع الجديد ودمجها مع بعض، فيكون لديه وعيا غنيا إيجابيا يحمل الثقافتين.

هل تعتقد أن هناك فجوة بين السويد الأصلين وبين السويدين الجدد اوالمهاجرين؟

- كلما كانت فجوة القيم بين المهاجرين والسويديين كبيرة، كلما توسعت الفجوة بينهما في فهم الآخر ومعرفته. وأفضل طريقة لتقليص هذه الفجوة هي تعزيز القيم الانسانية المشتركة وتوضيحها أكثر وتقليص الفروقات بين الأفراد والشعوب والجماعات. فالأمر اشبه بأن يحل المرء ضيفا على بيت ما، فيقوم من تلقاء نفسه باحترام عادات وتقاليد أصحاب البيت وخصوصياتهم. نفس الشي ينطبق على المجتمعات فلابد ان يحترم المرء عادات وتقاليد المجتمع الجديد الذي اختار أن يعيش فيه، دون أن يتبنى كل هذه العادات بالكامل. أكرر أنه كلما كان هناك تشابه بالقيم فلن يكون هناك اصطدام.

ماهو رايك بالاعلام بالسويد؟

- السويد هي واحدة من الدول التي يقوم دستورها على أربع ركائز أساسية، أحدها هو قانون حرية التعبير. وهذا يجعل الصحافة هي السلطة الثالثة في السويد. كما تعتبر السويد من الدول المتقدمة جداً في هذا المجال، فالإعلام يتميز بالشفافية، والمصداقية، ويخدم عامة الشعب، ولا يتبع السلطات او الأحزاب السياسية.

ما هي نصيحتك للمهاجرين؟

اول قطعة أثاث يشتريها بعض المتشائمين عندما ينتقلون إلى بيت جديد هي الستائر السميكة الداكنة، يتخيل للمرء أنها تحجب الرؤيا والشمس فقط، لكنها في الحقيقة تحجبه هو عن العالم. فالسويديون لا يعزلون أنفسهم خلف ستائر بل يحرصون على فتح نوافذهم للنور، ويزينونها دائما بالأضواء والورود الطبيعة الذي تسر الناظر اليها كلما وقعت عينه على نافذة ما.

من أجل أن تتمكن من تحقيق حاضر جميل ومستقبل أجمل لابد أن تبادر وتخلق الفرص ولا تنتظر أحد أن يطرق الباب ويعرض عليك العمل لابد أن تدخل في سباق مع الفرص. وللبحث عن عمل هناك ثلاثة مفاتيح: الأول اللغة، لابد أن تتعلم اللغة السويدية اذا كنت تريد الإستقرار في السويد. والمفتاح الثاني هو العلاقات مع الناس، لأن العلاقات تخلق الفرص. والثالث، هو الكفاءة والقدرة والمؤهل والخبرات التي تتميز بها.

واخيراً، اهتموا بأطفالكم، وعلموهم حب السويد، وقولوا لهم أن هذا هو وطنهم الذي منحهم الأمان والحياة الكريمة، كي لا يعيش الطفل حالة انفصام في الهوية.

Maha Nasser
Så här jobbar Mosaik Vxonews med journalistik. Uppgifter som publiceras ska vara korrekta och relevanta. Vi strävar efter förstahandskällor och att vara på plats där det händer. Trovärdighet och opartiskhet är centrala värden för vår nyhetsjournalistik.
Annons
Annons
Annons
Annons