شرطي لحماية مغنّي الرابrapp
انا لا اعرف اذا كنتم قد قراءتم شيئا من هذا كهذا من قبل، لكني اعتقد ان ما يأتي لاحقا من المقال سيكون مميزًا.
شرطي موجود لحماية موسيقى الراب rapp وحماية موسيقى الهيب هوب hiphop
بالمبداء اكتب هذا من أجل العدالة، لاني لا أحب الظلم . وإضافة الى ذلك بسبب عدم المعرفة الكبيرة حول نوع الموسيقى التي احببتها دوما وفهمتها.
قبل ان اتابع عليّ ان اشرح لبعض الأشخاص الذين لا يتابعون الانترنت بجنون مثلي، ما هي خلفية حديثي.
في منتصف شهر اكتوبر اجرت الصحافية، صاحبة الجوائزMalou Von Sivert مقابلة مع فنان الراب إينارEinar.
جلس إينار على الكنبة ووالدته برفقته وأُجريت مقابلة معه حول النجاح والشعبية الواسعة التي حصل عليها، كما أخبر بدوره عن فترة نموه وعن مدرسته وعن حياته في مركز لعناية المشاكل العصبية والنفسية HBV…كما تكلم عن محبته لوالدته، والحديث كان جيد.
بعد حوالي الشهرين جاء دور شاب، له جمهوره ، يغني الرب وجلس أيضا على الكنبة عند مالو، واسمه ألكس جريكازو Alex Greekazo. جلس ألكس وحده حوالي خمس دقائق ، لم يجلس برفقته صديق او أحد افراد عائلته ، أتى مصور وثائقي جديد في عمله واسمه اندرش اوڤرغورد Anders Öfvergård ....... وهو مشهور اكثر كوجه النجار الغاضب، فقد أعاد تأهيل نفسه وصنع فيلم وثائقي، لا بأس به، عن موضوع المخدرات.
الآن نأتي الى تحطم ما تبع ، والذي بدا كانه لا ينتهي. أخذت مالو واندرش يتكلمون كل بدوره ويهاجمون ويقاطعون الفتى المهذب الفنان باسئلة لا تنتهي عن سلبية ما يفعله، ما يقدم من فن، وكيف أن فنه يسبب بثقافة هدّامة وأن فّنه يشكل خطر في نمو المجتمع! وقد إختاروا كلمات من نصوص أغانيه ووضعوه بموقف المقاضاة وإستجواب حقيقي لدوره ، كمثال أعلى، وإجباره على تحمل مسؤولية ليست على عاتقه ، وقد حاول اندرش ان يصافح غريكازو ويتفق معه أن سويا عليهما أن يجدا حّلا لمشاكل الإدمان في السويد، وإجراء معا التحقيق في مشاكل العصابات وما يدور حولها من تعاطف او رومانسية.
ها هي الهوة الكبيرة التي لم تكن سابقا بهذا الحجم كما هي عليه اليوم.
هناك البعض يعنون بالقول ان العنصرية لم تكن سابقا بهذا الوضوح ، كما هيي عليه الآن ، ومن الصعب عدم الموافقة على هذا القول. ما هو الفرق بين إينار و غريكازو؟ ليس هناك من فرق ، نصوص اغانيهم عن المخدرات، عن السلاح او عن العصابات....كما انني لا اعتقد أن اندرش او مالو ، هم كاشخاص عنصريين اومؤذيين ، إنما هم بحسب اعتقادي لم يكونوا محظوظين في الاعداد...
إن كل من يفهم ويعرف عن ثقافة موسيقى الراب او هيب هوب، يفهم أن هذه الموسيقى هي من انتاج المجتمع الواقعي، وليست العكس.فهي تحكي عن الواقع ولا تكّون الواقع. اذا لم تكن من محبّي هذا النوع من الموسيقى ، فليس هذا خطأ مسوؤلية الموسيقى ، بل بالأحرى مسوؤلية من صنعوا وكوّنوا هذا المجتمع، فهمت؟
ان التهجم على الموسيقى نفسها ، هي كمن يحاول ان يعالج مرض السرطان بحبة دواء مسكّن، فهي دواء وهمي ، يشرّد الذهن ولكن لا يحسّن الشيء. بل العكس فهو يحجب التركيز على جوهر المشكلة وبنفس الوقت تتفاعل خلايا كثيرة قد تولد في الخفاء . أن يتم إختيار وإنتقاء حاملي ثقافة معينة بطريقة حيازية ونحملهم أعباء ونقاضيهم، إنه حقا لادارة عمياء، غبية، واستخفاف واستهزاء يثير حقا اشمئزازي . أن لا نبصر ردة الفعل المضاضة لهذا الفعل هو قلة مسوؤلية ، ووصمة عار درجة 2.0
أن تتخيّل بلدا أدار ظهره الى منطقة سكنية ، انسحب منها ويحاول اعطاءها بصمة ، حيث يترك تجار المخدرات والمتشددين والعصابات ان لهم حرية اللعب ، ثم يأتي بعد زمن ليمثّل دور الأخ الأكبر ، ليتحمل المسوؤلية..عندما تترك المكونات تغلي وتتفجر لتسبب بمشاكل اجتماعية كبرى ، وهذه المشاكل تنتشر فوق مساحة أكبر في المجتمع. كمثل ان يتكون وحش ومن ثم يُلام الوحش، فقط لأنه اصبح حقا وحشاً .إن مُنتج منفرد من فرع واحد من المجتمع ليس هو أساس المشكلة، انما هو دلالة، إشارة.
أساس المشكلة هو الهيكلية التي أولدتها.
الهيكلية تتنظم ،تتغذى،تُستنكر، وتتمركز وتتقّوى من أقوى محطة إعلام تلفزيوني سويدي، وعند المؤسسات وفي اعلى مستوى سياسي.
