Annons
  1. العربية
  2. English
  3. Svenska

‫الإرهاب لا دين له‬

A chronicle by Maha Nasser.
Publicerad 10 april 2019
Detta är en personligt skriven text i Mosaik Vxonews. Åsikter som uttrycks är skribentens egna.

من المعروف للجميع أن الأعمال الإرهابية تنفذها منظمات إرهابية هدفها زرع الفتن واثارة الفوضى. وهم لايمثلون الا أنفسهم لا دين لهم ولا عقيدة ، ولا يمثلون المجتمعات والشعوب. لذلك من غير المنصف تصنيف الأعمال الإجرامية والإرهابية لدين معين أو طائفة بذاتها. في هذا المقال ساوجة ثلاث رسائل لثلاث فئات مختلفة ، فيما يتعلق بالهجوم الإرهابي على المصلين في نيوزلندا.

رسالتي الأولى الى المهاجرين المسلمين وغيرهم بشكل عام. قبل أن نتحدث عن العنصرية يجب علينا أن نتذكر دائما الدول الاروبية وغيرها من الدول التي فتحت حدودها للمهاجرين من مختلف الاديان والاعراق، في الوقت الذي أغلقت فيه الكثرمن الدول حدودها. قبل أن نبدا بالتعميم والتصنيف يجب أن نتذكر كيف رحبت الشعوب الاوروبية وغيرها بالمهاجرين وشاركهم السكن والعمل والمدرسة والمستشفى. وتعاملوا مع اللاجئين بكل إنسانية بغض النظرعن الدين والعرق واللون. العمل الإرهابي في نيوزلندا هو سلوك فردي تحركة منظمات إرهابية. ولا يمثل مجتمع او طائفة بذاتها ولا ينتمي لاي دين . لأن المسيحية والاسلام وغيرهما من الاديان السماوية تحرم سفك الدماء وتدعوا لسلام وللعدل والمساواة وحرية العقيدة. وبالتالي يجب أن لا نعمم السلوكات الفردية على مجتمع بأكمله. وعندما نريد أن تقييم المجتمعات ننظر الى سلوك الاغلبية في امريكا واسترليا ومختلف الدول الاروبية ، الذين هرعوا لعمل سياج بشري لحماية المصلين. أولئك من لم يجدوا الا الدموع لتعبير عن ما حدث. لذلك يجب أن نتذكر أن هذه البلدان كانت لنا وطن في وقت فقدنا فيها الهوية والوطن.

Annons

من جهة اخرى أشار الجاني الى أن دوافعة كانت التقليل من معدلات الهجرة إلى أوروبا عن طريق الترهيب. واصفً المهاجرين المسلمين غزاة لاوروبا. لذلك الرسالة الثانية الى بعض المواطنين من الدول الذي استقبلت مهاجرين من طوائف واعراق مختلفة ،ولاجئين مسلمين موخراً. والذي تتزايد مخاوفهم من إنتشارالثقافة الاسلامية بسبب المهاجرين المسلمين في مجتمعاتهم .. لكنهم أذا تحققوا من الأمر فسيجدون أن المسلمين هم من تاثروا كثير بثقافة المجتمع الاوروبي وليس العكس . وهذا أمر محتوم من أجل العيش والإندماج . كما أن التعدد الثقافي شئ إيجابي في المجتمعات ، ولايشكل اي خطرعلى الموطنين الاصلين بل يساهم في الثراء الثقافي.

لذلك نستطيع القول أن هذه الجريمة هي محاولة لاثارة الفوضى والتحفيزية للقيام باعمال مشابة في مجتماعات مختلفة. وهو ماسيؤدي الى أعمال عنف كفعل و ردة فعل إنتقامية سيذهب ضحياها الابرياء. ماحدث هو نتيجة حتمية لتوجيها الخطاب السياسي ضد المهاجرين في كل مكان وخلق مايسمى اسلام فيوبيا. وبالتالي ماحدث غير مستغرب ابداً ، لأنه عندما يوجه سياسيين اليمين المتطرف خطابهم بطريقة طائفية وعنصرية ما يكون من العامة الذي عندهم قصر في التفكير الا توظيف ذلك ببلاده. لذلك فالإرهاب الحقيقي هم السياسيون المتطرفون الذي يحرضون على الكراهية ونبذ الاخر. هم من يقتلون بكلامهم المتطرف وقوانينهم العنصرية التي تضيق العيش على تقيد حياة الآخرين. ثم يخرج لتغنى بالإنسانية ونبذ العنصرية والطرف ، وحرية الدين والتعيش السلمي ومكافحة الإرهاب.

سوف تستمر هذه المجاز طالما هناك من يغذي الخلايا الإرهابية والفكر المتطرف. كما يعتبر هذا الهجوم الإرهابي مؤشرا خطيرا على نتائج وخيمة قد تترتب على تصاعد خطاب الكراهية ومعاداة الأجانب وانتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا في العديد من بلدان أوروبا، حتى تلك التي كانت تعرف بالتعايش السلمي الراسخ بين سكانها. وبالتالي رسالتي الثالثة هي لسياسيين ، لمراجعة طريقة حوارهم ، وتوجية خطابهم السياسي ضد المسلمين بشكل خاص والمهاجرين بشكل عام قبل أن يكون هناك المزيد من النتائج الغير مرضية.

Annons
Annons
Annons
Annons