Annons
  1. العربية
  2. English
  3. Svenska

‫صرخة طفلة‬

A chronicle by Maha Nasser.
Publicerad 3 juli 2019
Detta är en personligt skriven text i Mosaik Vxonews. Åsikter som uttrycks är skribentens egna.

"مع السلامة حبيبي محمد"، صرخة طفلة وهي لا تستطع أن تحبس دموعها عندما كانت تودع أخها الذي لم يكمل عامه الثاني بعد. والذي اغتال طفولته قناص حوثي تجرد من كل معاني الإنسانية ليصوب بندقيته بوحشيه ويخطف روح طفل بريئ وهو بصحبة والديه وأخته ذات الاربعة أعوام ، بينما كانوا في طريقيهم لزيارة أقاربهم ثاني أيام العيد. أستشهد محمد وصعدات روحه الطاهرة الى الله لتخبره ما فعلوا به أشرار الارض. وتصرخ طفلة فُجعت بأخها وسُرقت منها فرحتها وانتهكوا طفولتها، قائلة "مع سلامة حبيبي محمد". محمد وبسمة خطف قناص حوثي روحهما الطاهر وطفل آخر أستشهد مع امه بقصف عشوائي ، و أطفال أخرين إخترقت قذائف الموت أجسادهم الصغير وحولت ضحكاتهم الى صرخات. لا أستطيع عدهم ولكني أعلم أنهم اليوم يعشون فرحة العيد في الجنة. المكان الذي يليق بطفولتهم وبرائتهم ، بعيدا عن سفاحين الأرض.

إنتهى رمضان وحتفل المسلمون بالعيد، وفرح الأطفال بهذه المناسبة في مختلف بقاع الارض . لأن الأطفال وحدهم من سيطيعون أن يعشون فرحة العيد والإحساس بها. رؤوسهم الصغيرة خالية من الهموم، والآلام الذي يحتقن به صدورالكبار. في أخر يوم من رمضان ينام الأطفال وفي جوارهم ملابس العيد الجديدة. لا يسطيع الأطفال النوم من شدة الفرح. يعدون الساعات والدقائق، ويترقبون بزوغ الفجر حاملاً معه تباشير العيد. وعندما تهل ساعات الصبح الاولى ينهض الأطفال من نومهم مستبشرين، يرتدون ملابسهم الجديدة بسعادة ويذهبون بصحبة أبائهم لاداء صلاة العيد. وبعد الصلاة يستمتعون من أهاليهم بطقوس العيد ، والذي تبدأ بزيارة الاقارب، والذهاب للمنتزهات وحدائق الألعاب. يحصل الأطفال على بعض المال ما تسمي "عيدية" من والديهم ومن الجيران والأقارب ، وينطلقون ركضاً للمحلات لشراء الحلوى والألعاب والبالونات. يتباهى الأطفال بمقدار ماحصلوا عليه من عيدية فيما بينهم. فالعيد هو مناسبة خاصة جداً عند الأطفال، ينتظرونها عاما كامل.

Annons

في اليمن فقط ، ينتظر معظم الأطفال ملابس العيد الجديدة لعام كامل، ولكن أنتظارهم هذا العام لم ينتهي بعد ، بسبب تدهور الوضع الاقتصادي ، لا يستطيع الأباء شراء ملابس العيد لأبنائهم. وأصبح الناس يتجرّعون الوجع وأحاسيس العجز أمام تساؤلات أطفالهم عن ملابس وتجهيزات العيد، فيعتذرون بوعود مؤجّله و يحاولون خلق قصص وهمية لصغارهم الذين لم يدركوا معنى الحرب بعد. في اليمن فقط لم يسطيع الأطفال النوم من شدة الحزن لا من شدة الفرح. اما لأنه فقد أحد والديه ولن يكن هناك من ينتظره في صباح العيد ليصطحبه لصلاة العيد، وزيارة الاقارب. او لأن والده أصبح عاطل عن العمل بسبب تداعيات الحرب وعاجز عن تامين أبسط مقومات الحياة لأطفاله، ولا يسطيع أن يشتري لهم ملابس العيد. او لأنه طفل عليل يرقد في المستشفى يعاني من سوء التغذية ولم تعد ملابس العيد تليق بجسدة الهزيل الذي أنهكه الجوع والمرض. في اليمن فقط سرقة فرحة الأطفال عندما اختلفت القوى المتصارعه على تحديد يوم العيد، لأغراض سياسية بحته، وأجبروا الناس على صيام يوماً اضافياً. في اليمن فقط العيد مختلف ، الأطفال يذهبون الى المقابر لا للحدائق ، يلبسون الكفن بدل من ملابس العيد. وتتجتمع العوائل في جلسات الحزن بدل الفرح. في اليمن فقط لطخت الدماء الطاهرة ملابس العيد، وتحولت ضحكاتهم الأطفال الى صرخات.

في اليمن فقط، يُقتل الكثير من الأطفال تحت قصف طيران التحالف وصواريخ الحوثي، بدماً بارد. ويترك من نجى منهم للأمراض الفتاكه تتغذي على أجسامهم الهزيلة الجائعة. تسببت الحرب في اضرار نفسية بلغية عند الاطفال ، ويعيش الكثير منهم اليوم قصص مؤلمة. بسبب العنف والحرمان. متى سوف تنتهي معانات أطفال اليمن ، ويتوقف مجرمون الحرب من إنتهاك طفولتهم؟

Annons
Annons
Annons
Annons