Annons
  1. Svenska
  2. العربية

Maha Nasser: إنجاب الأطفال ما بين الرغبة في الأبوة والاستعداد النفسي والاقتصادي للإنجاب

Maha Nasser
Växjö • Publicerad 7 juli 2023
Detta är en personligt skriven text i Mosaik Vxonews. Åsikter som uttrycks är skribentens egna.
Maha Nasser.
Maha Nasser.Foto: Privat

يرغب معظم الناس بإنجاب الأطفال وهذا شعور طبيعي وهدف من أهداف الحياة و ضروري لاستمراريتها. لكن هل الأغلبية يفكرن بنوع الحياة التي سيمنحونها لأطفالهم وما إذا كانوا مستعدين لأن يكونوا آباء من جميع النواحي. واقصد بجميع النواحي هي النفسية والاجتماعية والصحية والاقتصادية ووغيرها.

لقد اعتدت أن ألوم والداي على إنجابي ، لأني كنت أعتقد أنهم لم يمنحوني ظروف حياة مناسبة. وهكذا كان يفعل اخوتي. و أعتقد أنه من الغير المنصف أن تنجب لمجرد أنك تريد أن تشبع رغبتك بأن تكون أب أو أن تكوني أم ، ولا تكترث للبيئة والظروف الذي سوف ينشأ فيها طفلك والتي قد تؤثر على حياته بأكملها. وبما أني لم تصبح أما بعد فإن أقف دائما بجانب الأطفال. حتى إني أتهم بالمثالية عندما افتح نقاش مع صديقاتي بخصوص الإنجاب والبيئة التي ينبغي أن يتربى أو ينشأ فيها الأطفال. وعادة ما يقول لي صديقاتي أن بيئة الطفل ليس بالضرورة أن تكون بتلك المثالية. وأن كل أب قادر أن يربي طفله وفقا لظروفه وامكانياته. ولكني أصر على الاستعداد النفسي والاجتماعي والاقتصادي لهذا الحدث. لأن الطفل غير موجود الآن وأنت من تقرر أن تنجبه بهذا الظروف وبهذه البيئية الغير مناسبة. لمجرد رغبتك بأن تكون أب وهذه أنانية منك. ليجد الطفل نفسه ضحية لقرار غير متعقل من قبل والديه. على سبيل المثال في البلدان التي تعاني من الحروب والفقر وظروف معيشية سيئة ، ومع هذا لا يتوقف الناس عن إنجاب الأطفال. وبعد ذلك تستطيع أن ترى أطفالهم وهم يعانون من الأمراض وسوء التغذية محرومون من التعليم ومن أبسط حقوقهم بالحياة. فهل هذا منصف بحق هؤلاء الأطفال؟ هل قرار إنجابهم بهذه الظروف هو قرار سليم؟ أنني في الواقع أرى إنجاب الأطفال بهذه الظروف جريمة. إذا كانت الأوضاع مأساوية في بلدك وغير مستقرة لماذا تنجب؟ إذا كنت مدمنا للكحول لماذا تنجب؟ إذا كنت غير متأكد من ملائمة الشريك لماذا تنجب؟ إذا كنت غير مستقر بالعلاقة العاطفية لماذا تنجب؟ إذا كان ليس لديك الوقت الكافي لتربية أطفالك وتمنحهم الرعاية والحب الذي يستحقونه لماذا تنجب؟ إذا كنت تعاني من عقد نفسية ، تحملها معك من الطفولة ولا تستطيع أن تتعافى منها لماذا تنجب؟ عندما تكون أب غير مناسب لهذا الطفل الذي قررت إنجابه فسوف تكون سببا في معاناة هذا الطفل وضياع مستقبله طوال حياته.

Annons

أن الاستعداد النفسي والدراية الكافية بتربية الأطفال مهمة جدا لإنجاب وتربية الأطفال. وأقصد بالاستعداد النفسي هو التعافي من الآلام النفسية والعقد والإيحاءات الخاطئة والبرمجيات التي تلقيتها في طفولتك وقد تنقلها إلى طفلك بدون وعى. الكثير من الآباء يربون أطفالهم بالطريقة الذي تربوا بها هم وبدون وعى ينقلون لأبنائهم كل شيء تعلموه. أحدى صديقاتي هي أم لطفلتين إحدهن في المدرسة الابتدائية. كانت تلوم إابنتها في كل مرة تلتقط فيها صور مع زميلاتها في المدرسة ، وتقول لها أنها لا تبدو مهندمة الشكل في الصور، وتخبرها أن صورها ليست جميلة. بعدها اكتشفت أن هذه الأم عندها عقدة الصور لإنها تعتقد أنها لا تبدو جميلة في الصور. السبب في ذلك هو أنها كانت تتعرض للتنمر في كل مرة تأخذ فيها صور لنفسها عندما كانت صغيرة. وهي باللاوعي تحاول تمرير هذه العقدة لطفلتها ، والتي بدورها بدأت بالفعل تعتقد أنها لاتبدو جميلة في الصور ولا تريد أن تلتقط الصور مرة أخرى. وبالإمكان قياس كل الإيحاءات والبرمجيات من هذا المثال. إن التنشئة تؤثر على جميع جوانب حياتنا ، وعلى الطريقة التي ننظر بها لأنفسنا و تعاملنا مع ذواتنا ومع الآخرين.

هنا في أوروبا الوضع مختلف ، فقد توصلوا الناس الى مرحلة متقدمة من التعليم والوعي والتطور التي تمكن الناس من تلبية احتياجات الطفل النفسية والعاطفية والاجتماعية ومحاولة تعليمه بالطريقة الصحيحة. ولكن هنا أيضا الناس ليس لديهم الوقت الكافي لأطفالهم ، فهم في مطحنة الحياة. وربما لايعاني الأطفال هنا من الفقر والجوع وجهل الوالدين في التربية ، بل يعانون من أمور أخرى. سوف لن أتحدث عن الآباء الذين يعانون من اضطرابات نفسية ، ولا الآباء المدمنين. وسأكتفي بذكر معاناة الأطفال من انفصال الآباء. يعاني الأطفال كثيرا بسبب انفصال الآباء لأنهم لا يجدون تفسيرا لذلك. وقد لحظت ذلك بنفسي كيف يبدأ الطفل بالإصابة باضطرابات نفسية بسبب الانفصال. في البداية يكون الأمر طبيعي بالنسبة لهم ولكن عندما يدركون أن أبويهم لن انفصلا عن بعضهم البعض يبدءون بالشعور بالحزن ويصابون بالاضطرابات. وربما يصاحبهم هذا الشعور طوال حياتهم. الشئ الآخر والملحوظ بشدة هو أن الناس هنا على الرغم من تمتعهم بالتعليم والوعى الكافي لكيفية تربية الأطفال إلا أنهم حرفيا دخلوا مطحنة الحياة. العمل المتواصل هو السبب الذي ربما تفشل بسببه العلاقات العاطفية والاجتماعية. الآباء العاملون ليس لديهم وقت يقضونه من أبنائهم أنهم في العمل طوال اليوم وعندما يعودون يكونوا متعبين وليس لديهم الوقت والطاقة للعب مع أبنائهم والاستماع إليهم وقضاء الوقت معهم. كما يكون الابناء متعبين بعد المدارس ومرحلة ما قبل المدرسة. واعتقد أن الإجازة الأسبوعية ليست كافية لقضاء وقت أطول مع الأطفال والتعرف احتياجاتهم وميولهم ومشاعرهم. واعتقد أيضاً أن هذا سبب كافي لخلق فجوة بين الطفل وأبويه ولن يستطيعوا سدها الا بالتقرب منه وقضاء الوقت معه.

كما أريد قوله هنا هو أن إنجاب الأطفال ليس مشروعاً تجارياً ، كما أن الإبناء ليسوا معنيين بتحقيق أحلامك الذي عجزت أنت على تحقيقها ، فهم ليس امتداداً لك وإنما هم أناس مستقلين بذاتهم ولهم أحلامهم الخاصة. لذلك توقفوا عن إنجاب الأطفال في بيئة وظروف لا تناسب طفولتهم. لأن الطفل الذي يعاني من اضطرابات نفسية بسبب الطفولة سيكون عبئ على نفسه وعلى عائلته والمجتمع.

Annons
Annons
Annons
Annons