Annons
  1. Svenska
  2. Svenska

Maha Nasser: الحب قوة لا مثيل لها تتجاوز حدود العالم المادي وتصنع المعجزات

Maha Nasser
Växjö • Publicerad 30 april 2024
Detta är en personligt skriven text i Mosaik Vxonews. Åsikter som uttrycks är skribentens egna.
Maha Nasser.
Maha Nasser.Foto: Privat

الحب هو الشعور بالأمان والانتماء، وهو أقوى وأعمق وأرقى وأسمى المشاعر الأنسانية. الحب موجود في كل جانب من جوانب الوجود الإنساني ، وهو الطاقة الدافعة لنا للتواصل والتعاطف والتضحية. يتجلى الحب في أشكال عدة، سواء كان الحب الرومانسي التي تملأ قصصه القصائد الشعرية و الأدب والأغاني ، أو الروابط العميقة الذي يخلقها الحب بين أفراد العائلة ، أو تجسده أيضاً في التعاطف مع الغرباء. يتجاوز الحب حدود الزمان والمكان ولون البشرة واللغة وغيرها من الاختلافات. الحب قادر على خلق معجزات تفوق الفهم. بغض النظر عن شكله، فإن الحب لديه القدرة على تغييرنا من الداخل و تغيير العالم من حولنا.

يقول جلال الدين الرومي ” هذا العالم في مأزق كبير من أعلاه الى أدناه ، ولكن يمكن أن يشفى سريعا بالحب.” ويقول أيضاً ” أنهم مشغولون بالدماء والفناء ، أما نحن فمشغوليون بالبقاء. أنهم يدقون طبول الحرب ونحن ندق طبول الحب. ” العالم ملئ بالفعل بالمعاناة الى حافته ، والقوة الوحيدة التي تستطيع أن توقف هذه المعاناة والصراع والظلم الموجود في هذا العالم هو الحب. عندما يتحدث المرء عن الحب ، ربما يبدو الأمر مثاليا إلى أبعد الحدود. وذلك لأننا نسينا حقيقتنا الإنسانية القائمة على الحب والتعاطف ، ونسينا أن الحب هو من يجعلنا أناس كاملين وهو أساس تجربتنا الإنسانية على الأرض. ونسينا أن الحب وحده القادر على ربط القلوب والأرواح ، ويخلق الرابط العميق بينهم. الحب هو جوهر انسانيتنا ومساعينا النبيلة والأساس الذي بني عليه الكون. إنه يتجاوز حدود العالم المادي، ويرفعنا إلى آفاق التنوير الروحي ويوقظ فينا الإمكانات اللامحدودة ، التي تكمن داخل كل واحد منا. ففي الحب نجد الجوهر الحقيقي لوجودنا، ومصدر قوتنا الأعظم. الحب وحده من لديه القدرة على شفاء الجروح العميقة داخل الروح. إنه يمتلك قدرة فطرية على إصلاح القلوب المكسورة، وإصلاح الأرواح المحطمة، والتوفيق بين العلاقات الممزقة. بالحب فقط ، نستطيع آن نسامح من ظلمونا ، والحب وحده من يستطيع مساعدتنا على تقبل الأخر بكل اختلافة. هناك قوة للشر داخل كل واحد فينا ، الحب النقي هو من يستطيع أن يخمده، ويتغلب عليه.

Annons

من أبرز جوانب الحب هو قدرته على خلق المعجزات. الحب ليست مجرد شعور أو عاطفة عابرة، بل هو طاقة تحويلية يمكن أن تغير مسار التاريخ. تشهد حكايات لا حصر لها على مر العصور على المآثر الغير عادية التي ولدت من حضور الحب. ولقد أظهرت قصص الكرتون في عصرنا الحالي ، طريقة ذكية ومقصودة وواعية أهمية الحب في دحض الكره والشر. على سبيل المثال في مسلسل بياض الثلج والاقزام السبعة ، عندما أكلت بياض الثلج من التفاحة المسمومة التي أعطتها إياها زوجة أبيها ، بدافع الكره والغيرة والانتقام. ودخلت بياض الثلج في غيبوبة ولم يستطيع أحد مساعدتها. في النهاية كان شفائها عن طريق قبلة من رجل أحبها. كما كان الحب هو من فاز في فيلم ملكة الثلج. لمن يكن ذلك محض خيال أو مجرد مبالغة غير واقعية نراها في مسلسلات وأفلام الكرتون. بل تجسيد وأضح وواقعي وعميق لما يستطيع أن يفعله الحب.

كما أن الحب لا يقتصر فقط على البشر. و يحدث فقط بينهم. بلى أن البشر هم المخلوقات الوحيدة التي عجزت على أن تحب بعضها البعض كما ينبغي. ولكن الحب موجود بأسمى معانيه بين الإنسان والحيوان وبين الحيوانات مع بعضها. أحيانا قد يبحث الانسان عن الحب الغير مشروط عند البشر، و يكونوا عاجزين عن تقديم مثل هذا الحب لبعضهم . لكن هناك مخلوقات أخر تستطيع أن تمنحنا هذا الحب بكل سخاء. على سبيل لمثال ، الحيوانات الأليفة قادرة أن تقدم لنا حباً كبيراً لا مشروطاً. وقد جسد هذا الفنان الروسي ريشيتنيكوف في لوحته أحبوه كما أحبه الكلب. حيث تجسد اللوحة طفل عائد من المدرسة ، يبدوا عليها الانزعاج لأنه فشل في تعليمه ، وتظهر أمه في الصورة وهي تلومه وأخوته يسخرون منه. بينما كان الكلب يحتضنه وهو مبتهج بعودته. فالكلب أحبه راسب واحبه ناجح. وهكذا هي الحيوانات تحبنا كما نحن ، سواء كنا شبابا أو مسنين ، أغنيا أو فقراء ، جملين أو قبيحين. فهي تحبنا بكل الاحوال.

مقولة ”فاقد الشيء لا يعطيه” تتجسد بكل معنيها مع الحب ، لأن فاقد الحب لا يستطيع أن يعطيه. لذلك من المهم جدا أن يتربى الأطفال على الحب. في كثير من الأحيان لا يكون الفقر مشكلة اذا أستطاعت العائلة أن تمنح أطفالها الحب. لأن الحب هو كل من نحتاجه سوى كنا صغار أو كبار. قد ينسى المرء أنه نام جائعا ذات ليلة لأنه لم يكن لديه ما يأكله ، ولكنه لن ينسى ابدا للقسوة التي تعرض لها. الأطفال التي ينشأون على الحب يستطيعون أن يمنحوه للآخرين ويكون عندهم قدرة على التعاطف مع الإنسان والحيوان. ويكون صالحين في المجتمع. كما أننا نلاحظ أن الأشخاص الذين لم يتربوا على الحب لا يستطيعون أن يعاملون لأخرين بحب، حتى لو كانوا أبنائهم. وفي أغلب الحالات الأشخاص الذين تعرضوا للقسوة في طفولتهم سواء من أبائهم او أناس أخرين ، يكون غير صالحين لأن يكونوا آباء الا بعد أن يتشافوا من صدمات الطفولة. ولن يكن ذاك التشافي الا بالوعي.

كيف للإنسان أن يتعلم الحب؟ لا أقصد هنا حب الأبناء والعائلة لأنه حب فطري ، ولا أقصد أيضاً حب الشريك لأنه حب غريزي. ولكني أقصد حب كل شيء على وجه الأرض ، وتقبل الاخرين كما هم. يستطيع الإنسان أن يحب عندما يصل الى أعلى مرتبات الوعي بحقيقة وجوده في هذه الحياة ، وحقيقة الحياة برمتها. في هذه المرحلة فقط يمكنه أن يتخلى عن الحقد والحسد والأنانية والعنصرية وكل المشاعر السلبية المتعلقة بالمادة ويرتقي بوعيه وفكره ، وتغلب عليه المشاعر الإيجابية. بإرتقاء الوعي يستطيع الإنسان أن يتغلب على الأنا ويفوز بحربه على الإيجو المزيف ويصبح أكثر نقاءا. أن حربنا الحقيقة في تجربتنا الأنسانيه هذه هي حربنا مع الأنا ، والحب وحده من يستطيع قهر الأنا. وعندما توصل لهذه المرحلة تكون قد فزت في هذه التجسد وهذه التجربة الانسانية على الأرض.

دع الحب يروض الوحش الذي في داخلك ، ويساعدك للوصول لامكانياتك اللامحدودة التي تقبع في داخلك. في اليوم الذي ستغلب عليك مشاعر الحب لكل شيء حولك ، سينتهي المستحيل من حياتك. إن الارتقاء بالوعي ، يعيدك إلى حقيقتك الى أصلك وطفولتك. يعديك نقي وبريء تماما مثلما أتيت إلى هذا العالم. وفي هذه الحالة فقط ترتفع تردداتك لتتوازن مع ترددات الكون وتتفعل لديك طاقة الجذب. ولكن قد يمر الإنسان ببعض التجارب المؤلمة التي بدورها تنقي روحه وتوصله الى حالة الحب هذه. قد يبدو ما أقوله مثاليا ، ولكن كل من مر برحلة وعي الى أعماق الذات سيدرك ما اعنيه. أستطيع أن أقول أننا نتعلم الحب بعد أن نختبر اليأس والألم حتى نصل للحب. يبدأ الحب عندما نتعلم أن نحب ذواتنا بالمرتبة الاولى ومن ثم نتعلم أن نحب كل ما يحيط بنا ، ونتصالح مع أنفسنا. اطلق العنان للمحبة وكن عاشقا لنفسك ومن حولك. يقول جلال الدين الرومي ” لا تكن بلا حب ، كي تشعر إنك ميت. بل مت بالحب وابق حياً للابد. ” ويقول أيضاً ” خارج هذا الصواب والخطأ ، هناك فناء لا يوجد فيه سوى الحب، فلنتقي هناك.”

Annons
Annons
Annons
Annons