Annons
  1. Svenska
  2. العربية

Maha Nasser: تضامن عالمي مع فلسطين بعد أن فضحت وسائل التواصل الاجتماعي وحشية إسرائيل

Maha Nasser
Växjö • Publicerad 11 december 2023
Detta är en personligt skriven text i Mosaik Vxonews. Åsikter som uttrycks är skribentens egna.
Maha Nasser.
Maha Nasser.Foto: Privat

في احد ليالي الحرب والقصف على مدينتي تعز / اليمن ، هاجر كل أفراد عائلتي الى الريف ، ضننا منهم ان القرية ستكون آمنة. وبقيت أنا وأٌختاي في المنزل ، وكنا قد تعودنا على سماع أصوات الصواريخ وانفجارها في أجزاء مختلفة من المدينة. حيث كنا نجلس وننام في المطبخ لانه كان في الجانب الداخلي من المنزل ومحمي الى حد ما من وصول القذائف إليه ، وكنا نخاف من قصف الدبابات اثناء المواجهات الليلية التي كانت تحدث في الشوارع. ذات ليلة وبينما كنا نجلس و نتجاذب أطراف الحديث سمعنا دوي صاروخ ولكنه كان قريب جدا هذه المرة حتى اننا ظننا أنه سيسقط فوق روسنا وبعد ذلك سمعنا دوي انفجار كبير اهتز المنزل على أثره. امتلأت قلوبنا بالرعب والهلع. لم نستطع ان نلتقط انفاسنا الا بعد لحظات من دوي الانفجار و بقينا نحدق ببعضنا البعض بعيون جاحظة يملؤها الرعب. ومازلت اتذكر خوف قطي ”ماكس” الذي قفز دون هدى عند سماع دوي الانفجار ليختبئ تحت السرير ظنا منه أنه سيكون آمناً هناك. لم نكن نعرف أين وقع الانفجار لكننا كنا نعرف انه كان قريب جدا. في اليوم التالي قررتا أٌختاي أن يخرجا ليتفقدا الأمر. واتضح في ما بعد أن الصاروخ انفجار في الحي المجاور لحينا ودمر الكثير من المنازل وقتل الكثير من الأبرياء. لم تسعفني شجاعتي للخروج مع أٌختاي من أجل أن أرى ما خلفه الصاروخ. كنت أخشى أن ترى عيني أشياء سوف لن يكون بمقدوري نسيانها. بقيت أنتظر في المنزل على أمل أن لايكون هناك الكثير من المعاناة والألم. عندما عادات أختاي وهما يرتجفان مرعبتان مما رأتاه. أختي الكبرى قالت جملة وهي تصف ما رأته ، ولم استطيع نسيانها ، قالت ” لم يكن هناك سوى رائحة الدماء والأشلاء المبعثرة.”

أردت أن أتحدث عن هذه التجربة المريرة و المشهد الذي لن انساه ولن يغيب من مخيلتي ، من أجل أن انقل صورة ولو صغيرة عما يعيشه الناس التي تقصف منازلهم وأحيائهم ويقتلون بلا رحمة. لأني أعرف تماما هول تلك اللحظات واعرف الرعب الذي ينتاب الصغار والكبار عن سماعهم أصوات الصواريخ ودوي الانفجارات. لذلك أنا اعرف تماما ما يعيشه أطفال غزة ، وما يشهده الناس هناك. أطفال غزة الذين يقتلون بلا رحمة ، وهم لا يعرفون لماذا يموتون بهذه الطرق البشعة ، ولا يفهمون شيء عن السياسة اللعينة والنفاق السياسي القذر الذي ليس له حدود. وما زالوا صغارا حتى عن طلب الرحمة. أطفال غزة الذين يرحلون باكرا ولا يكبرون. لأنهم يقتلون و تنتهك طفولتهم وتمزق اجسادهم وتسرق احلامهم تحت قصف الصواريخ والقذائف الاسرائيلية. تم قتل الآلاف الأبرياء في مشهد همجي ، مع جملة غبية وهمجية ما فتئنا نسمعها من بعض القادة والزعماء ”نحن نقف مع إسرائيل”. أحاول أبقي نفسي بعيدة عن مشاهدة مقاطع فيديوا أو سماع شيء عن تلك المجازر الوحشية حتى لا أعاني من الاكتئاب والشعور بالعجز حيال كل ذلك. ولكني كلما كنت أرى أو أسمع عن تلك المجازر ، أفكر فقط في القوانين الدولية وقوانين حقوق الإنسان واتفاقيات حماية الطفل. وكان السؤال الذي يراودني دائما هو أي إنسان صياغة هذه القوانين لحمايته وأي أطفال؟ في الواقع هناك فئة من الناس لا تشملهم قوانين حقوق الإنسان ، وهناك أطفال لا تشملهم اتفاقيات حماية الأطفال. على سبيل المثال أولئك الذين يقبعون تحت القصف الاسرائيلي بدعم وتاييد عالمي. وأولئك الذي تعقد صفقات الأسلحة من أجل قتلهم. إذا قوانين حقوق الإنسان لا تشملنا جميعا ، واتفاقيات حماية حقوق الطفل لا تشمل كل أطفال العالم. هناك أناس ينظر إليهم بأنهم مجرد أعداد زائدة ، لا قيمة لها وسيكون من الأفضل لو يتم تخفيضها. هذه هي السياسة التي يدين بها العالم ، هناك معايير مزدوجة لكل شيء. أن يدافع الشعب الأوكراني عن أرضه ووطنه فهذا من حقه ، وأن يدافع الشعب الفلسطيني عن حقه وأرضه فهو أرهابي. لم يعطى نفس الحق للشعب الفلسطيني للدفاع عن أرضه وعن حقوقه وان يرفع الظلم عن نفسه. بينما منح الشعب الاوكراني هذا الحق مع الدعم بالاسلحة والأموال والتأييد والمناصرة الاعلامية. كما تم فرض عقوبات على روسيا. لكن العالم بأسره يتخاذل مع فلسطين ويتم تبني دائما الرواية الإسرائيلية. ويصر الاعلام العالمي الغربي بالتحديد على تزييف الحقائق وتبني الرواية الإسرائيلية ، ولا ينقل بمصداقية ما يدور هناك. غزة تحولت الى أكبر سجن مفتوح في العالم والآن في طريقها الى أن تكون أكبر مقبرة جماعية.

Annons

على مدى ٧٥ عام استطاع الاعلام الاسرائيلي بل ونجح في ان يقنع العالم ، بأنهم أصحاب الحق وبأنهم محاطين بمجموعة من العرب الذين يكرهونهم ، ويريدون إلقائهم في البحر. استطاع أن يكتسبوا تعاطف وتأييد العالم. إن نجاح الاعلام الاسرائيلي يرجع لعدة عوامل منها اللغة الذي خاطبت بها اسرائيل العالم. كما استخدمت إسرائيل استراتيجيات علاقات عامة فعالة، مع التركيز على الروايات التي تلقى صدى لدى جماهير معينة. على سبيل المثال، فإن تسليط الضوء على روابط إسرائيل التاريخية بالأرض وتأطير وجودها كرد فعل على المحرقة قد حصد التعاطف في العديد من الأوساط. بالإضافة إلى ذلك، كانت إسرائيل ماهرة في الاستفادة من القنوات الإعلامية لتوصيل وجهة نظرها. والشيء الأهم من ذلك هو الدعم والتأييد الغربي والعالمي التي تحظى به اسرائيل بغض النظر ما اذا كانت على خطأ او على صواب. لم ينظر لاسرائيلي على أنها احتلال مطلقاً ، بل صاحبة الحق. وأن الفلسطينيين هم الغزاة الإرهابيين الذي يجب أن يتبخروا من على الكوكب. هناك حق لأي مواطن أوروبي او عربي او امريكي او اين ما كانت جنسيته ويدين باليهودية الحق في العيش في فلسطين ويتمتع بكامل حقوق المواطنة هناك ولكن لا يحق للفلسطينيين أنفسهم البقاء في وطنهم ومنازلهم. على مدى تلك السنوات تم تغيب الحقيقة على العالم. أن هناك شعب تنتهك حقوقه ، يقتل ويهجر قصرا. ولكن الحقيقة اليوم باتت في متناول الجميع ولم يستطيع احد ان يحجبها. بفضل وسائل التواصل الاجتماعي استطاع العالم أن يرى حقيقة إسرائيل والانتهاك والظلم التي يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ عشرات السنين. لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في كشف ونشر المعلومات حول الأحداث في فلسطين. حيث شكل التوثيق المرئي للأحداث صدمة للعالم ، و ساهم بزيادة الوعي والتضامن العالمي. سهلت وسائل التواصل الاجتماعي الانتشار السريع للمعلومات على مستوى العالم، مما أدى إلى زيادة الوعي، وفي بعض الحالات، تعزيز حركات التضامن. وقد مكن هذا الناس في جميع أنحاء العالم من التعبير عن دعمهم للقضية الفلسطينية. ماحدث في سبع أكتوبر كان سبب لتوعية الناس لما عاشه ويعيشه الشعب الفلسطيني منذ ٧٥ سنة من قتل وتهجير وحصار وفصل عنصري وغيرها من المعاملات اللا إنسانية.

الكثيرين اليوم باتوا يعرفون الحقيقة. فقد ارتكبت اسرائيل خطأ فادحا. ما استطاعت ان تزيفه وتزايد عليه فضحته عدسات الكاميرات هذه المرة. لقد فضحت عدسات الكاميرات وحشية اسرائيل وتعطشها للدم ، وفضحت الكذب والزيف و الروايات المفبركة التي كانت تسوق في العالم. لم نعد نثق بالقوانين الدولية وسئمنا من السياسة والسياسين . ولكننا نؤمن بإرادة الشعوب. الشعوب هم القوة الفعلية على الأرض والذين يمتلكون الحق القدرة على التغيير. أما القوانين الدولية فلا لا تحدثوني عنها! لأنها في الواقع غير فعالة وصيغة لحماية فئة معينة من الناس. هناك قوة وسياسة عالمية هي التي تحكم وتسير العالم وتتحكم بوسائل الإعلام. وما عدا ذلك فهو مجرد هراء.

Annons
Annons
Annons
Annons