Annons
  1. Svenska
  2. العربية

Maha Nasser: سوف لن أحتفل هذا العام بقدوم العام الجديد

Maha Nasser
Växjö • Publicerad 4 januari 2024
Detta är en personligt skriven text i Mosaik Vxonews. Åsikter som uttrycks är skribentens egna.
Maha Nasser.
Maha Nasser.Foto: Privat

لقد كنت مبتهجة وأردت أن أكتب عن سحر أجواء عيد الميلاد والترحيب بالعام الجديد. لقد أردت الكتابة عن أغنية ”Midnatt råder” باللغة السويدية التي احبها كثير ولها وقع خاص على قلبي وأحب أن أغنيها مع الأطفال الصغار ونحن نرفع سبابتين اليمنى واليسرى في حماس عندما نصل لمقطع ”Tip Tap”. أردت الكتابة عن سحر شهر ديسمبر الشهر الشتوى المفضل لدي. أردت الكتابة عن سحر أجواء عيد الميلاد و زينة عيد الميلاد وابتهاج الناس بقدوم السنة الجديدة. وأردت كذلك الحديث عن كيف تأسرني هذه الاجواء التي أحبها كثيراً وأحب فكرة تبادل الهدايا على الرغم أني لم أنشأ في هذه الثقافة ، إلا أني أجد نفسي في جزء منها. أردت الكتاب عن أشياء مفرحة ومبهجة ، لكني تذكرت شجرة عيد الميلاد المزينة بالدم وجثث الأبرياء في غزة ، فسرقت فرحتي وأفسدت عليً عيدي.

على الرغم من كل الصعوبات والتحديات ،التي مررنا ونمر بها في السنوات الأخيرة ، إلا أن أصعب الأحداث وأقساها هي الإبادة التي يتعرض لها للفلسطينيين في قطاع غزة. هذا الوقت بالتحديد ، يجسد معاناة الناس في غزة. في الوقت الذي يحتفل فيه العالم ويجتمع الناس حول الطاولات المليئة بأصناف الطعام و المزينة بالأضواء المتلألئة والشموع ويتبادلون الهدايا المغلفة بالاوراق المزركشة ، هناك من يتجرع مرارة الألم والفقدان والخسارة في مكان آخر في العالم. وفي الوقت يتلقى الأطفال الصغار هداياهم ببهجة وفرح ، فإن الهدية الوحيدة التي تقدم لأطفال غزة هي الموت. وفي الوقت الذي يستمتع به الناس بدفء العائلة و ويتبادلون الأحاديث والذكريات حول طاولة عيد الميلاد ، فإن العديد من الأفراد في غزة أصبحوا مشردين بلا مأوى وفقدوا الكثير من افراد اسرتهم وأصبح الاحتفال مع اهلهم ومحبيهم مجرد حلم صعب المنال. في الوقت الذي نتجول فيه بالشوارع ونشاهد الزينة والأضواء المتلألئة التي تزين المنازل والشوارع ، والتي بدورها تساهم في خلق أجواء احتفالية وشعور بالبهجة والدهشة. فأن هذه المناظر ليست هي التي يراها سكان غزة في شوارعهم ومنازلهم. لقد زينت شوارعهم هذا العام بالدماء والجثث المبعثرة على قارعة الطريق. وليس شعور البهجه والفرح ما يملئ قلوبهم بل شعور الهلع والخوف والحزن على ما خسروه من الأرواح والممتلكات. أن المعاناة هناك تكاد لا تحتمل. انهم يواجه مصير الموت التعزير والتنكيل والإبادة الجماعية ليس لاي سبب بل لانهم يتواجدون في تلك المنطقة الجغرافية. أوقات يحكم عليك بالشقاء والحياة المأساوية فقط لأنك ولدت في منطقة جغرافية معينة. لذلك تفوتك الحياة بكل تفاصيلها. هناك أناس سوف يستقبل السنة الجديدة بدون اهلهم ومحبيهم وهناك أطفال يستقبلون السنة الجديدة بدون ابائهم. وآخرين بدون ماوى يحميهم من برد الشتاء. وآخرين بدون طعام يسد جوعهم. وهناك من يأنون في المستشفيات جرحى وفاقدين أطرافهم. وهناك من يواجهون مرارة الحياة بالوقوف في طوابير لأيام للحصول على ٢٠ أو ٣٠ لتر من الماء و يجمعون الحطب من أجل طهي ما يمكنهم الحصول عليه من طعام. حتى شحن هواتفهم المحمولة يتطلب منهم الوقوف في طابور طويل عريض لفعل ذلك. هل يمكنكم تخيل ما يعيشه الناس في غزة. أنه يفوق الوصف والتخيل. الجميع الان يستعدون لاستقبال العام الجديد بشعور بالأمل والتجديد والترقب للتغيير الإيجابي ، وربما البعض أعد قائمة بالأهداف التي يريد تحقيقها في العام الجديد ، ولكن سكان غزة يٌقتلون وتقتل أحلامهم معهم. آن سكان غزة لهم احلام هم أيضا ويريدون تحقيقها وربما تكون تلك الأحلام بسيطة جدا ، كتناول وجبة المٌسخن مع العائلة وأو نوم ليلة هادئة دون سماع اصوات القذائف تسقط على روسهم. لكن أحلامهم تقتل وتدفن معهم. الغريب انهم يستمرون بالحلم حتى مع سماع اصوات القذائف التي تهوي فوق روسهم وارتفاع عدد الضحايا يوما بعد يوم.

Annons

أكتب هذا المقال في هذا الوقت بالتحديد ، لأني اعرف تماما آن عيد الميلاد الذي يتزامن دائما مع احتفالات قدوم السنة الجديدة هو مظهر من مظاهر الحب والتعاطف والعطاء. فأنتم عندما تشترون الهدايا وتفكرون في احتياجات ورغبات الآخرين من أجل إسعادهم فإن إنسانيتكم وتعاطفكم من تدفعكم لفعل ذلك. لذلك أردت تذكيركم فقط بالمعاناة التي يعيشها سكان غزة الان وفي هذا الوقت في السنة بالتحديد ، الذي يحتاجون فيه أولئك الأقل حظا في غزة للتعاطف والعطاء. ليس العطاء المدي وحسب بل العطاء المعنوي ايضاً ، والذي هو أهم من العطاء المادي. أن التضامن والدعم والمساندة والدعوة لايقاف إطلاق النار وإيقاف الابادة الجماعية، هو أن كل ما يحتاجه سكان غزة الآن. هم يحتاجون لتكاتفنا ودعمنا ويحتاجون لجهودنا مهما كانت بسيطة لإحلال السلام.انهم يحتاجون لذلك أكثر من حاجتهم للتبرع بالمال. لابد من أن يسعى الجميع لطلب وقف اطلاق النار وقصف أحياء غزة. لابد من بذل كل الجهود التي تساهم في تحقيق السلام والتخفيف من معاناة الناس في هناك. آن معاناتهم سكان غزة ليست وليدة اللحظة ، الناس في غزة يعانون من الصراعات منذ فترة زمنية طويلة. حيث تشهد غزة، على مدى سنوات اضطرابات سياسية وصراعات ، وأزمات إنسانية. لقد عانى سكان غزة لسنوات من الصعوبات الاقتصادية، وتقييد الوصول إلى الموارد الأساسية، والأضرار النفسية الناجمة عن العيش في الصراعات وعدم الأمان. والان يتعرضون للابادة الجماعية. لذلك أصبح من الضروري تسليط الضوء على محنتهم وتقديم يد العون لهم. ومن المهم الدعوة لاحلال السلام هناك والبدء بإعادة إعمار غزة وانعاشها اقتصاديا وتوفير كل مقومات الحياة ليتمكن هذا الشعب المغلوب على إمره من الوقوف على قدميه مجددا ويستمر بالحياة دون أن تغتال طفولة الاطفال و أحلام الكبار. أنا أومن بالروح البشرية واعرف ان الانسان هو القوة الحقيقية التي يمكنها أن تقلب موازين الأمور. لذلك أردت أن استحثكم من خلال هذا المقال و أردتكم أن تستلهموا من قوة العطاء التي يجسدها عيد الميلاد والتي تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد تبادل الهدايا المادية. لأن عيد الميلاد يجسد روح الكرم والرحمة والفرح الناتج عن الأعمال غير الأنانية. كما تكمن الروح الحقيقية لعيد الميلاد في سخاء القلب البشري وتعاطفه مع الآخرين. في الوقت الذي نحتفل فيه ، دعونا نوسع أفكارنا وجهودنا ونمد عطائنا إلى ما هو أبعد من محيطنا المباشر. ونفكر في الكيفية التي يمكننا بها المساهمة في تخفيف المعاناة على أولئك الذين يموت تحت نيران القصف في غزة . كيف يمكن أن نمد لهم يد العون سواء من خلال التبرعات أو التضامن والدعم والمساندة ورفع مستوى الوعي العالمي حول الظلم الذي يتعرض له الناس في غزة.

هناك تناقض صارخ بين الاحتفالات والفرح والابتهاج وبين الألم والمعاناة التي يعيشها اهل غزة في هذه الاثناء. لكن الشيء الذي يجعلنا ننحني امامه نرفع له القبعات احتراما هو صمود أهل غزة وصبرهم في خضم هذه المحنه التي يعيشونها . على الرغم من أنهم يواجهون الموت والتنكيل و والتحديات التي لا يمكن تصورها، إلا أنهم يواصلون إظهار القوة والتضامن والتصميم على النصر والبقاء. بروح العام الجديد، دعونا نصلى من أجل غزة ونتمنى لها مستقبل مليء بالسلام والازدهار والوعد بغد أفضل.

Här saknas innehåll

Annons
Annons
Annons
Annons