Annons
  1. Svenska
  2. العربية

قضايا الشرف تؤثر على حرية المرأة في السويد وتمثل عائقاً أمام المساواة بين الجنسين

Växjö • Publicerad 7 juni 2024
Maha Nasser.
Maha Nasser.Foto: Privat

الشرف هو مبادىء الإنسان وقيمه المثلى ، مثل الصدق والأمانة وغيرها من الأخلاق الحميدة ، يقال أن الرجل شريف أي أن أخلاقة عالية. ولكن هذة الكلمة لها معنى مختلف في بعض المجتمعات. فالشرف هو صيانة النساء والفتيات لأعضائهن التناسلية. في هذه المجتمعات فأن جسد المرأة هو شرف الرجل ، والمرأة لا شرف لها. فقد يرتكب الرجل كل الرذائل والمحرمات لكنه يبقى شريف وبنظر المجتمع مادام أجسادا نسائه مصانا. هذا الفكر والمفهوم السائد عن الشرف يسيطر على جزء كبير من المجتمع الشرقي والمجتمعات الأبوية الأخرى. لكن مؤخرا حتى المجتمعات المتحضرة لم تعد محصنة من تلك العادات والممارسات ، حيث تم استيرادها مع الهجرة.

تعد قضايا الشرف قضية حرجة ومتشابكة ومتجذرة في العديد من المجتمعات الأبوية. حيث تؤثر جرائم الشرف التي ترتكب بحق النساء في اجزاء كبيرة من العالم ، خاصة في المجتمعات الشرقية ، بشكل صارخ على حياة المرأة وحريتها واستقلالها. وقد يكون ولادة الأنثى أنثى في مجتمع أبوي ذكوري هو لعنة تطارد المرأة طوال حياتها وتسلبها حريتها في امتلاك جسدها وتقرير مصيرها. أن هذه الممارسات المجتمعية والاعتقادات والعادات والتقاليد تسرق من المراة حياتها وحريتها وتجعلها تعيش في سجن أبدي ، وتسلبها حرية الاختيار وأتخاذ القرار فيما يخص جسدها و حياتها. أن ثقافية الشرف هي نوع من أنواع العبودية ، حيث تستعبد المرأة ويتم التحكم بمصيرها لانها تحمل بين فخذيها شرف الاسرة. هذه الثقافة لا تمد إلى اي دين بصلة بالخصوص الدين الاسلامي ، وإنما هي عادات وتقاليد وثقافة متوارثة تم ربطها بالدين لتكتسب سلطة دينية. مفهوم أن شرف الرجل في جسد المرأة ، هو مفهوم قبلي سلطوي ومستبد ومستعبد للنساء. عبارة عن عادات اختارها القدماء تحت ظروف معينة من أجل تأطير النساء والسيطرة عليهن واخضاعهن وامتلكهن وسلبهم حريتهن. ولكن للأسف مازالت هذه الثقافة متجذرة الى يومنا الحالي ، وما يزال المجتمع الأبوي يردين وضعنا داخل ذلك الإطار الذي وضعته القبيلة قبل آلاف السنين ويريدون منا التخلى عن حقنا بالحياة والحرية والامتثال له حفاظا على ما يسمى شرفهم. مازلنا نجد ملايين النساء يعشن مسلوبات الارادة مذلولات لا يملكن إلى الحرية سبيلا بسبب هذه العادات التي عفا عليها الزمن. كما تفقد الالاف من النساء حياتها بسبب هذه العقليات المتحجرة التي تعتقد أن المرأة هي المسؤولة عن شرف العائلة.

Annons

منذ أن تولد الفتاة فتاة هناك اختلاف في التنشئة والتعامل. الفرص المتاحة للصبي لا تتاح بنفس القدر للفتاة. هناك دائما معايير وضوابط لسلوكيات الفتاة تحد من حريتها واختياراتها. ليس لها الحق في اختيار ما ترتديه و لا لها الحق في الخروج والعودة من المنزل وقت ما تشاء. في بعض المجتمعات قد لا يكون لها الحق في اختيار مجال تخصصها ولا اختيار الشخص الذي سوف ترتبط به. وفي مجتمعات أخرى قد تحرم من التعليم بحجة أنه لا طائلة من تعليم الفتيات. ولكن في الواقع يحرمن الفتيات من التعليم خوفا من تمردهن. فالفتاة الغير متعلمة يسهل السيطرة عليها وإقناعها أن ما تقدمه من طاعة وتنازل عن حقها في الحياة سيدخلها الجنة. لذلك تجد المرأة مقيدة في تحركاتها وقد يكون تفاعلها ضعيف ومحدود في المجتمع. ومعظم النساء يكن معتمدات على افراد اسرهن او ازواجهن في إعالتهن. هذا ما يجعل المرأة تشعر بالعجز وتعاني من الخوف والملامة على ذنب لم تقترفه. في مجتمعات كهذه ينبغي على المرأة أن تتخلى عن جميع مشاعرها ورغباتهن وتعيش فقط ضمن المنظومة التي تضعها لها الاسرة والمجتمع. تؤدي هذه السيطرة المنهجية إلى إدامة عدم المساواة بين الجنسين وتعيق تقدم المرأة واستقلالها. وفي حالة قررت المرأة التحدي والموجهة واختيار حريتها واستقلالها ورفضها الخضوع للقوانين الأبوية والممارسات الثقافية تتعرض لخطر العنف الشديد، بما في ذلك الموت. حيث يواجهون خطر العقاب الشديد ليس فقط من الأسرة ولكن من مجتمعهم بأسره.

النساء اللاتي اخترن الهجرة وقطعن الاف الأميال من أجل العيش بحرية وكرامة ، بعيد عن معتقدات وعادات وتقاليد سلبتهن حريتهن وحولت حياتهن إلى جحيم. ويعشن الآن في بلدان تتمتع فيها المرأة بأكبر قدر من الحرية والحماية مثل السويد. مايزال هناك نوع من الخطر يحدقن بهن. لأننا ما زلنا نسمع بين الفنة والأخرى عن مقتل فتيات على يد أهلهن تحت مسمى قضايا الشرف. وفي هذا تحدي صارخ لحرية المرأة في السويد. لأنه مازال هناك الكثير من التجاوزات والجرائم التي تحدث ضد النساء من خلفيات مهاجرة تحت مسمى قضايا الشرف والتي يجب التصدي لها ومنعها بشكل جذري. صحيح هناك قوانين في السويد منحت المرأة حريتها واستقلالها. لكن بالنسبة للمجتمعات من خلفيات مهاجرة فأن قانون العائلة هو القانون الذي يجب تنفيذه أولا. لذلك غالبا ما تجد كثير من النساء لا يحضن بالحرية والاستقلالية ولا يتمتعن بالحقوق التي تتمتع بها المرأة السويدية. وهذا يقف حائلا أمام حرية المرأة واستقلالها واندماجها وتمكينها داخل المجتمع السويدي. قبل شهر من الآن استيقظت بلدية ليسيبو على جريمة مروعة تمثلت في العثور على جثمان فتاة ملقى في الغابة. حيث تم قتل الفتاة وحرقها وتشويه ملامحها حتى لا يتمكن أحد من التعرف عليها وتحديد هويتها. تشير الدلائل أن الفتاة المغدورة من أصول مهاجرة لا تزال في العشرينات من عمرها. وسط تكتم كبير عن الحادثة تفيد معلومات٫ أن الفتاة أحد ضحايا جرائم الشرف. لاتزال تفصيل القصة غير واضحة حتى الآن. أن ارتكاب جريمة مروعة بحق فتاة ارادت العيش حرة ، مستقلة بنفسها واختيار حياتها في بلد يقدس المساواة بين أفراد مواطنيها ، يعتبر تهديدا واضحا لأمن وسلامة هذا البلد وانتهاك صارخ لقيمه ومبادئه وقوانينه. هذه الحادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة. فهناك العديد من النساء والفتيات اللاتي يقتلن بسبب قضايا الشرف بين الاوساط من أصول مهاجرة. وفقا لمن يعملون مع هان القضايا فإن الأهل ابتكروا طرقا للتخلص من بناتهم وتمكنهم من الإفلات من العقوبات، على سبيل المثال الايعاز للاخوة القصر بقتل أخواتهن ، أو رميهن من البلكونات والادعاء بأنهن انتحرن. أو إرسالهن الى بلدنانهن وهناك ينفذون عليها حكم الإعدام بكل اريحية وراحة ضمير. في حالات كثير ويتم التفاوض معهن واقناعهن بأنهم قد غفروا لهن وبعد ذلك يتم التخلص منهن. وهذا ما يشاع أنه حدث مع فتاة لسيبو.

على الرغم من أن الحكومة السويدية اتخذت إجراءات لمعالجة مثل هذه القضايا من خلال سن القوانين والتشريعات وتوفير خدمات الدعم للنساء. بالاضافة إلى تقدم العديد من الوكالات الحكومية والمنظمات غير الحكومية الوعي الدعم للضحايا. وتشمل المبادرات الخطوط الساخنة والملاجئ والبرامج التعليمية المصممة لتوعية النساء بحقوقهن وتوفير أماكن آمنة لأولئك الذين يسعون للهروب من العنف القائم على الشرف. ومع ذلك، لا تزال هذه الجرائم ترتكب ، و لا يزال امتثال الفعالين لهذه القوانين يمثل تحديًا. يشير البعض إلى أن الحكومة تحرص على اتخاذ نهجا حذرا في التعامل مع مثل هذه المواضيع بسبب الحساسية الثقافية والخوف من وصم المجتمعات ، وهذا يقف حائلا أمام الجهود التي تهدف إلى حماية الضحايا ومحاكمة الجناة بشكل فعال. لذلك من الضروري تعزيز هذه القوانين لضمان فرض عقوبات صارمة على الجناة والمتواطئين معهم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن إدخال أحكام قانونية لحماية الضحايا بشكل أكثر فعالية، مثل الأوامر الزجرية وبرامج حماية الشهود. ولابد من اتخاذ وسائل حماية أكثر منهجية لمعرفة الضحايا المحتملين وحمايتهم. كما ينبغي توعية الأجيال القادمة في المدارس على نطاق واسع لا استئصال هذه المفاهيم من عقول الأطفال الذين ينتمون إلى عائلات تؤمن بأن شرفها يكمن في حماية أجساد بناتها.

Maha Nasser
Så här jobbar Mosaik Vxonews med journalistik. Uppgifter som publiceras ska vara korrekta och relevanta. Vi strävar efter förstahandskällor och att vara på plats där det händer. Trovärdighet och opartiskhet är centrala värden för vår nyhetsjournalistik.
Annons
Annons
Annons
Annons