Annons
  1. Svenska
  2. العربية

Maha Nasser: لماذا يختار البعض مغادرة السويد بشكل طوعي؟

Maha Nasser
Växjö • Publicerad 10 oktober 2023
Detta är en personligt skriven text i Mosaik Vxonews. Åsikter som uttrycks är skribentens egna.
Maha Nasser.
Maha Nasser.Foto: Privat

في العشرين سنة الماضية ارتفع معدل الهجرة الى خارج السويد ، سواء هجرة السويدين انفسهم او هجرة القادمين إليها. تشير الإحصاءات المركز السويدي الوطني للإحصاء ( SCB) الى ن عدد الذين غادروا السويد في العام الماضي ٢٠٢٢ هم٥٠٥٩٢ منهم ٢٦١٨٦رجال و ٢٤٤٠٦ نساء. بالطبع يتضمن ذلك أولئك الذين اتوا الى السويد من اجل الدراسة او البحث عن عمل. ولكن ماذا عن أولئك الذي اتوا الى السويد كلاجئين وطالبين للحماية واليوم يختارون مغادرتها بشكل طوعي؟

بعد انتخابات ٢٠٢٢ عملت الحكومة الجديدة على تشديد سياسة الهجرة وقدمت اقتراحات تشجع على الهجرة العكسية. ومع ذلك اختار البعض ترك السويد بشكل طوعي. من خلال متابعتي لوسائل التواصل الاجتماعي فهناك عدد لا بأس به غادر السويد في السنوات الأخيرة واختاروا العيش في بلدان أخرى. هناك عدة أسباب ودوافع تشجع على الهجرة العكسية من السويد إلى خارجها. هذه الأسباب قد تكون شخصية ، حيث يقرر بعض الأشخاص العودة إلى بلادهم الأصلية لأسباب شخصية مثل الحنين للعائلة والأصدقاء أو رغبة في العيش في بيئة ثقافية أو اجتماعية معينة. أو بسبب الطموح والأحلام الذي عجز البعض عن تحقيقها في السويد ويعتقدون أن الهجرة الى بلد آخر من الممكن أن تفتح لهم آفاق جديدة أو توفر لهم فرص يستطيعون من خلالها تحقيق أهدافهم وطموحاتهم. الأسباب الاقتصادية قد تكون دافع أيضاً لمغادرة السويد. حيث أن هناك من لقى صعوبة في تعلم اللغة السويدية ويعتقد أن البلدان الناطقة بالانجليزية او البلدان الناطقة بلغة الأم ربما تسهل له عملية الاندماج والحصول على فرص عمل. كما قد يكون تغير الظروف الاقتصادية وظروف العمل في السويد، سببا يجعل بعض الأشخاص يفكرون في العودة إلى بلادهم الأصلية بحثًا عن فرص أفضل. والأهم من هذا وذاك هو تغير الظروف السياسية وسياسة الهجرة ، خاصة بعد القرارات التي اتخذتها الحكومة الجديدة في تشديد سياسة الهجرة. وهذا بدوره قد يؤثر على أوضاع الأشخاص الذين قدموا طلبات لجوء أو إقامة في السويد أو أولئك الذين ينتظرون قرار بخصوص لم الشمل مع عوائلهم ، ربما يدفع هذا البعض الى مغادرة السويد. الاسباب الأكثر أهمية والتي لعبت دور كبير بهجرة العوائل التي لديها أطفال أيضاً هو الخدمة الاجتماعية و شائعة خطف الأطفال من ابائهم. حيث لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دور كبير في اثارة الرعب في قلوب الآباء من خلال نشر مقاطع فيديوا لعمليات سحب الأطفال من قبل الخدمة الاجتماعية. و أصبح هذا الموضوع متداول على وسائل الإعلام على الصعيد العالمي. الى جانب عدم وعى الناس بالدور الحقيقي للخدمة الاجتماعية. بالإضافة الى ذلك قد تلعب العوامل الاجتماعية والثقافية دورا في التأثير على بعض الأشخاص اجتماعيا وثقافيا مما يدفعهم الى ترك السويد والعودة إلى بلادهم الأصلية بسبب عدم التكيف أو عدم الراحة في البيئة الجديدة.

Annons

في استطلاع أجرته في أحد مجموعات الفيس بوك حول سبب اختيار البعض لترك السويد والعيش في بلدان اخرى ، لم تختلف اجابات الناس عن ما تم طرحه مسبقاً في هذا المقال. تقول امرأة ممن اختاروا الاجابة على اسئلة الاستطلاع ” لقد اخترت العودة إلى بلدي لاسباب ثقافية. لم استطع التأقلم مع ثقافة المجتمع الجديد ، ولم تعجبني فكرة أن أربي أولادي على عادات وتقاليد تختلف عن التي تربيت عليها أنا. الى جانب ذلك هو شعوري بالغربة على سبيل المثال لم نعد نمارس شعائرنا كما كنا من قبل كسماع صوت الأذان وعيش أجواء رمضان. ولم نعد نحتفل بأعيادنا ومناسباتنا.”

وتقول امرأة أخرى أن الأسباب الاجتماعية هي ما دفعتها للعودة إلى وطنها الأم ” أنا شخص اجتماعي جدا ولا أحب العزلة. لم أحبب فكرة العيش بمفردي في مجتمع منغلق ولا يتمتع بحياة اجتماعية.”

بينما يرى أحد الذي اجرينا عليهما الاستطلاع أن السوسيال هو السبب في اختيار العديد من العوائل مغادرة السويد، ” أن أخذ الخدمة الاجتماعية للأطفال من مجمعات سكنية كبير في المدن الكبيرة ساهمت بشكل كبير بإثارة الخوف بين الناس من الخدمة الاجتماعية. كما ساهمت مجموعات السوشيال ميديا بنشر الشائعات والتهويل من سحب السوسيال للأطفال من عائلاتهم. وهذه هي أسخف الأسباب التي دفعت مجموعات ضخمة من العائلات لترك السويد و فتح باب الهجرة المعاكسة.” كما يعتقد شخص أخر أن العامل النفسي يلب دوراً أيضاً في موضوع الهجرة ”عندما يغادر المرء وطنه للمرة الأولى وتصبح الجهرة هاجسا له ويفضل الهجرة والتنقل دئماً.” حسب قوله.

بالإضافة الى ذلك ذكر احد الذين جاوبوا على الاستطلاع أن السبب يعود الى أن معظم الناس لم يستطيعوا أن ينجحوا في إيجاد فرص عمل وأن يتطور في مجال تخصصهم ” هناك ناس تقيم في السويد منذ خمس وست سنوات واكثر ، يبذلون الكثير من الجهد لكنهم لم ينجحوا لذلك اختاروا المغادرة للبحث عن فرص للنجاح في بلدان أخرى. بالاضافة الى ذلك فأن موضوع الهجرة يعتمد على أهداف المرء ماذا كان بقائه في السويد سيحقق له أهدافه أو مغادرته عنها. واعتقد ان من حق كل انسان أن يختار البلد التي تتناسب مع أهدافه ومبادئه بالحياة.”

البقاء والتأقلم في الوطن الجديد يعتمد على عدة ركائز وأسباب تحفزك أو تجبرك على البقاء والاستقرار والتأقلم. هناك معوقات كثيرة للنجاح بالنسبة لنا نحن كأجانب ، ولكن نجاح الشخص في المجتمع الجديد يعتمد عليه بالدرجة الاساسية. أهم هذه المعوقات هي تعلم اللغة والاندماج في المجتمع والحصول على فرصة عمل في مجال التخصص. ولكن ينبغي علينا أن نبذل جهود مضاعفة للتغلب على تلك التحديات. قد يضطر المرء للبدء من جديد والتخلي عن تعليمه وسنوات الخبرة وراء ظهره. ولكن لابد لك من ذلك اذا اردت ان تنجح وتتخذ البلد الجديد وطن لك. والا حتى لو غادرت الى بلد أخر فستكون مضطر لمواجهة نفس العوائق ونفس التحديات. واعتقد ان العوائق والتحديات تقبع في عقولنا فقط فإذا استطعنا التغلب عليها سنكون قادرين على العيش والتأقلم في أي بلد مهما كان مختلف.

Annons
Annons
Annons
Annons