Annons
  1. Svenska
  2. English
  3. العربية

Maha Nasser: هل ارتقينا بالفعل إلى مرتبة الإنسانية

Maha Nasser
Publicerad 19 december 2021
Detta är en personligt skriven text i Mosaik Vxonews. Åsikter som uttrycks är skribentens egna.
Maha Nasser.
Maha Nasser.Foto: URBAN NILSSON

عندما بدأت حياة الإنسان على هذه الأرض بدأ حياته كبشر . والبشر هم نوع من أنواع الثدييات تأكل وتشرب وتتزوج وتتكاثر عن طريق الولادة. مثلها مثل بقية الحيوانات الثديية الأخرى. ولكن الإنسان مميز عن بقية المخلوقات بالوعي و الطاقة الخارقة التي يمتلكها. على مر العصور تحضر وتطور وبدل من أنه كان يعيش في الكهوف أصبح اليوم يعيش في مباني ضخمة ومتطورة ، توفر له الراحة والأمان والاستقرار. وبدلاً من استخدام الحيوانات في التنقل صنع المركبات التي تمكنه من أن يجوب العالم في ساعات. بالطبع ساعدت الثقافة والفن الإنسان على التحضر والتحرر من العبودية وجعلته أكثر ادراكً لما يدور حوله. عندما ظهر الأدب والرسم والموسيقى وبعد ذلك السينماء والتلفزيون والدراما والصحف وغيرها من الوسائل الذي ربطت العالم ببعضه وجعلت الشعوب تتعلم من بعضها البعض وتتأثر ببعضها البعض.حتى وصلنا اليوم الى عصر التكنولوجيا ، العصر الذي بامكان المرء ان يحصل على المعلومات بضغط زر واحدة. العصر الذي أصبح العالم فيه كقرية صغيرة. ولا يسعني الا ان أقول أننا جيل محظوظ. ولكن على الرغم من النقلة النوعية الذي وصل لها الإنسان وبشكل متسارع ، والذي بدأت مع بداية الثورة الصناعية في القرن الماضي ، الا انه مازال هناك بعض الناس يعيشون بطبيعتهم البشرية وليس بقيمهم الإنسانية.

صحيح أن معظم الشعوب اليوم تعيش في تمدن وتحضر. ولكن مفهوم التحضر بالنسبة لهم هو العيش في بيوت فخمه وركوب السيارات الفارهة والأكل بالشوكة والسكين وارتداء ملابس جميلة وغالية الثمن ، والنوم على سُرر مريحة. نحن في عصر التباهي بكل الشيء وأن دل هذا على شيء دل على النقص الذي في داخلنا. لم يفهم البعض أن مفهوم التحضر هو السمو بأرواحنا ، والتغلب على أنانيتنا. لأن التغلب على الانانية هو الاختبار الحقيقي لنا في الحياة. ولن تستطيع ان يكون الإنسان انساناً حقيقيا ًما لم يسمو بروحه ويترفع عن ماديات الحياة ويتغلب على الأنا. تأمل نفسك جيدا! فأذا كنت تحسد الآخرين على ما لديهم ، واذا كنت لا تتقبل اختلاف الاخرين عنك ، سوى بالوانهم أو معتقداتهم أو لغتهم ، اذا كنت تشعر بالعنصرية اتجاه الناس المختلفين عنك ، واذا كنت تشعر بالغيرة من نجاح الآخرين ، وإذا كنت تشعر أنك أفضل من الآخرين أيضاً وغيرها من المشاعر السلبية فأنت لم تسمو بروحك ولم ترتقي بإنسانيتك ولن استطيع ان القول انك انسان. لأنك تعيش بطبيعتك البشرية وليس بقيمك الإنسانية. يجب أن ترقب نفسك جيدا ، أو تنتقد نفسك اذا صح القول. هل أنت شخص إيجابي وصالح في المجتمع ، لأنك مجبر على ذلك بإمرة القانون ، وإذا غاب القانون لن تكون كذلك؟ على سبيل المثال وليس الحصر، هل ترمي القمامة في برميل القمامة لأن هناك قوانين تأمرك بذلك وأن لم تفعل سوف تعاقب ، ولكن في حال عدم وجود قانون ولن يعاقب أحد على رمي القمامة في الشارع سوف تفعل ذلك. يؤسفني أن القول ان هناك أناس كثيرون كانوا صالحين في المجتمع ولكنهم كانوا يفعلون ذلك لوجود القوانين والأنظمة وعندما رفع القانون يده عنهم تحولوا لأناس همجيين. وملئت الفوضى مدنهم وبيوتهم. في الواقع أنا أشفق على الناس الذين مازالوا يشعرون بهذه المشاعر السلبية. لأنهم مرتبطين بالمادة أكثر من ارتباطهم بالروح. الإنسان عبارة عن روح وجسد. بمعنى آخر الطاقة والمادة. كلما ارتبط الإنسان بالمادة تغلبت عليه المشاعر السلبية مثل الانانية والحسد والعنصرية وغيرها من المشاعر السلبية، كما تتكالب عليه مشاكل الحياة وهمومها والآلام النفسية والجسدية. وكلما حاول أن يسمو بروحه ويتعلق بالروح غلبت عليها المشاعر الإيجابية مثل الشعور بالحب للآخرين والرغبة لمساعدتهم وتقبله لاختلافهم وتبرير أخطائهم. لذلك يجب علينا دائما الموازنة بين الطاقة والمادة.

Annons

أن كل يوم يمر على الإنسان هو منحة ربانية وفرصة أخرى لنا ، يجب أن نعمل فيها الكثير ونتعلم فيها الكثير أيضاً. لذلك يجب أن تعرف قيمة وجودك في الحياة والهدف من وجودك في الحياة وبالإضافة الى الرسالة التي يجب عليك إيصالها. لا تغلب المادة على الطاقة ولا تعيش في غفلة دون أن تدرك الهدف من وجودك. عندما ينام المرء لا يدرك ما الذي يدور حوله ، على سبيل المثال ما اذا كانت تمطر او لا ، وما الذي يدور من أحداث اثناء نومه ولكن عندما يستيقظ يدرك كل شيء. وهناك ما يعيش حياته كله نائم لا يدرك المعنى الحقيقي للحياة ولا الهدف الحقيقي من وجوده ، ويستيقظ في لاحظات الموت حينها فقط يدرك كل شيء ويعرف الحكمة من وجودة ولكن يكون الأوان قد فات. لذلك اقول ان كل يوم نعيشه هو فرصة اخرى لنا لنرتقي بإنسانيتنا ونتقبل اختلفاتنا ونساعد بعضنا البعض ونسامح بعض البعض على اخطائنا ، ونحب بعضنا البعض ونعبر عن ذلك الحب. إذا فالتحضر الحقيقي هو تقبلك لاختلاف الآخر وتقبلك للمخلوقات الأخرى التي تعيش معنا على هذا الكوكب كشركاء لنا ولهم الحق في حياة آمنة مثلنا تماماً. التحضر الحقيقي أن يكون هناك قانون بداخلنا هو الذي يحاسبنا اذا اخطائنا ، ولا يهم في أي بلد نكون ولا لاي قانون نخضع ، لا ان نتحول الى همجين عند غياب القانون. اليوم هناك الكثير من المعاناة ورؤية المعاناة دون أن نستطيع أن نفعل شيء هي معاناة بحذ ذاتها. نحن نعيش اليوم في الزمن نعاني فيه ويلات كثيرة. الحروب من جهة والأمراض والأوبئة من جهة أخرى ، ناهيك عن الكوارث الطبيعية. اذا فالجميع ليسوا بخير ونحتاج بعضنا البعض لنكون بخير.

والأن ومع حلول فصل الشتاء ن ربما لا نحتاج الى المعاطف الدافئة ، لكي تقينا من برد الشتاء. بل نحن بحاجة الى أكثر من ذلك بكثير! نحن نحتاج لقلوب دافئة تحمينا من قساوة الحياة بأكملها وليس فقط من برد الشتاء. ونحتاج الى نحس ببعضنا البعض ومساندة بعضنا البعض. نحتاج الى ابتسامة صادقة. الى ارواح محبة.

Annons
Annons
Annons
Annons