فداء خلف من سوريا قصة كفاح مكللة بالنجاح
غادر فداء خلف سوريا في عام 2016 ، واتجه الى السويد هرباً من الحرب والدمار الذي لحق بسوريا في السنوات الأخيرة. أتي فداء الى السويد ليعيش مع طفلته وزوجته اللتين سبقتانه الى السويد ، وهو يحمل معه أوجاع الحرب وذكرياتها الاليمة بالاضافة الى كل سنوات الخبرة التي قضاها في العمل في محطة التلفزيون كمهندس ارسال وعلى سيارات البث المباشر كذلك. "حاولت العمل هنا بتخصصي ، ولكن الأن أصبح البث بالكامل عبر شبكة الانترنت. لذلك عندما قدمت الى السويد كان ينبغي أن ابدأ من الصفر."
الى جانب ذلك عمل فداء في صيانة الهواتف المحمولة والأجهزة الحاسبة في شركته الخاصة. " كان العمل ينمو الى أن بدأت الحرب بدأ يتدهور الوضع الاقتصادي." وفقا لفداء.
يقول فداء خلف " أتيت الى السويد في عز البرد ، لذلك عانيت كثيرا في أيامي الأولى في السويد. كانت الحياة صعبة للغاية ، لقد احسست بالغربة وقسوة الهجرة وقسوة الحرب التي أجبرتني على ترك بلدي. كان تاثير الشتاء سلبي على نفسيتي. أحسست بالفراغ والملل خاصة أني كنت متعود على العمل من الساعة التاسعة صباحاً حتى الواحدة بعد منتصف الليل. لذلك ادركت ان كل ما مررت به اصبح ماضي وينبغى أن أعمل على تأسيس حياتي الجديدة من الصفر."
لماذا لم تبدأ في تعلم اللغة كما يفعل الجميع؟
لقد أردت أن أدخل سوق العمل واكتساب اللغة. لم ابدأ بدراسة اللغة لأني أردت اكتسبها وتعلم المصطلحات التي بالفعل سوف احتاجها في مجال عملي من خلال العمل والاختلاط بالاخرين. لأن هدفي لم يكن التعليم بل العمل ، لأن التعليم بإمكاني مواصلته عندما أكون مستعدا لذلك ، وبعد أن احقق نجاح ملحوظ بالعمل. عندما قابلت المشرف في مكتب العمل أثناء مرحلة الترسيخ. طلبت منها أن أبدأ في العمل فورا. حاولت المساعدة ولكن كان ذلك صعب للغاية. اضطررت لأخذ دورة تدريبية. وكان عليا أن أخضع لتدريب لمدة ثلاثة أشهر. وكان من الصعب أن أحصل على التدريب بأحد الشركات ، لأنه لا يتم التعامل معنا بشكل شخصي. لأن الأمور تسير بشكل أفضل عن طريق العلاقات. او أن يوصي بك من قبل جهة معينة. لذلك استطعت ان احصل على تدريب بمساعدة المشرف و المعهد الذي درست فيه. بعد شهر ونص من التدريب حصلت على عقد عمل. هناك مشكلة تواجه تقريبا كل القادمين الى السويد وهو انعدام الثقة بهم. من الناحية التعليمية. لا يثقون بقدراتنا العلمية والعقلية.
يشير فداء الى الأمور لم تسير معه بشكل جيد أثناء العمل وأنه تعرض للاستغلال والمضايقة ويقول "عملت بشكل مكثف حتى اصيبت يدي بسبب ضغط العمل. ولكن مع الأسف واجهت الكثير من التحديات والمضايقات في العمل وأصبحت بيئة العمل غير مريحة. لذلك اضطررت لترك العمل. عندما قررت أن أترك العمل ساعدني صديقي فيليب سميتز الذي كان زميلي بالعمل وأصبحنا أصدقاء بعد ذلك ، وقررنا افتتاح TekniCare.
ماهي TekniCare؟
هي شركة لصيانة وبرمجة الهواتف المحمولة والاجهزة الحاسبة. لقد افتتحنا في ديسمبر من العام الماضي. ونحن نتوسع الان ونفتح محل أكبر بثلاثة اضعاف في Storgatan 14 ، مكان متجر Hemtex سابقاً. وتعتبر هذه نقلة نوعية بالنسبة لنا حيث ننقل من مكان صغير الى مكان كبير بثلاثة اضعاف خلال فترة أقل من سنة. وقعنا عقد مع شركة كبيرة تعمل على بيع الاجهزة الحاسبة والهواتف المحمولة والاجهزة الالكترونية ، لذلك اصبحنا بحاجة لمكان اكبر للعمل الجديد ، وبحاجة الى موظفين كذلك. كما حصلنا على ترخيص من شركة آبل لصيانة الهواتف المحمولة التابعة لشركة آبل بقطع أصلية. بحيث خضعنا لدورات تدريبية من قبل آبل وحصلنا على شهادات من أجل الحصول على هذا الترخيص. نعمل الآن على تجهيز المحل ، وسيكون الافتتاح بداية نوفمبر. على الرغم من اننا شركة مبتدئة الا اننا حصلنا على ترخيص من آبل. وبدأنا نأخذ وكالات من شركات كبيرة. ثقة هذه الشركات بنا يعطينا دافع للعمل بجهود مضاعفة.
هل هناك خطة للتوسع في المستقبل؟
نطمح التوسع بشكل أكبر في المستقبل وفتح محلات في كل السويد. كما أطمح لأن اتطور في مجال عملي وتنمية مهاراتي. لأن هذا المجال متسارع بشكل كبير بكل ثانية يكون هناك تقنية جديدة ومعلومات جديدة. وبالتالي لابد أن نواكب كل هذا التطورات. لذلك ابقى دائما مطلع على كل جديد وانمي مهاراتي من خلال متابعة فيديوهات للمحترفين والقراءة بشكل مستمر في مجال عملي. من ضمن الاعمال التي انا فخور فيها هو أننا نستطيع اصلاح اجهزة عجز معظم الشركات عن فعل ذلك.
ذكرت أنك عانيت عندما أتيت الى السويد وشعرت بأنك يجب أن تبدأ من الصفر، ماهو شعورك الآن وأنت تحقق نجاح في TekniCare؟
لقد دفعت ثمن النجاح الذي وصلت إليه اليوم من أيام عمري ومن حياتي وراحتي. كما أشعر بالامتنان أن لدى صديق مثل فيليب سميتز ، الشخص الذي له الفضل في تعليمي اللغة السويدية وكان صبور معي في تحقيق ذلك. وساعدني في بدأ عملنا الجديد في TekniCare . فيليب شخص انساني و صادق ويحب الاخرين. ويقدم مساعدة للأخرين خاصة الناس الذين عاشوا تجارب صعبة.
ماهي نصيحتك لمن يواجهون تحديات المجتمع الجديد؟
اولاً ثق بنفسك. الصدق بالعمل وحب المهنة شيء ضروري من أجل النجاح في مجال العمل. أخلق فرصتك من أجل أن تنجح في المجتمع الجديد.
