Annons
  1. Svenska
  2. English
  3. العربية

Maha Nasser: لماذا يُقدم المراهقين على السلوك الإجرامي؟

Maha Nasser
Växjö • Publicerad 20 februari 2022
Detta är en personligt skriven text i Mosaik Vxonews. Åsikter som uttrycks är skribentens egna.
.
.Foto: LENA GUNNARSSON

بينما كنت أتمشى الساعة السابعة مساء وسط فيكخو ، استوقفني شابين مراهقين ، سألتهما ماذا إذا كانا يحتاجان للمساعدة. لأن هذا ما تبادر لذهني في تلك اللحظة. اقترب أحدهما مني وقال بصوت قريب للهمس "هل تبحثين عن حشيش؟ اندهشت من سؤاله وأجبته على الفور : لا، أنا لا أدخن! فضحك وقال هل التدخين حرام؟ ثم انصرفا. صدمني الموقف ، اولاً من عمر الشابين اللذين يبدوان وكأنهما ما بين 15-17 حسب تقديري. ثانياً ، هو أن الحشيش يباع وسط المدينة ويستطيع أي شخص الحصول عليه ، والشيء الآخر والذي أثار امتعاضي هو ما جعل هذين الشابين يعتقدان أننا أدخن الحشيش!

عندما نطالع الصحف ونقراء الأخبار هناك العديد من الجرائم التي يتم ارتكابها ، من بين أمور أخرى: الاتجار بالممنوعات ، سرقات ، حرائق ، اغتصابات ، قتل ، واعتداءات على الأخرين. وعندما نمعن النظر في هذه الجرائم نكتشف أن معظم مرتكبيها هم من الشباب والمراهقين الذين لم يبلغوا السن القانوني بعد. وهذا يطرح تساؤلات كبير لماذا هذه الفئة بالتحديد تقدم على ارتكاب الجرائم أو يختارون هذا الطريق؟ بالطبع هناك عدة أسباب لا يتسنى لي ذكرها في هذا المقال. ولكن أهم هذه الأسباب أن هذه الفئة بالذات يتم استقطابهم واستغلالهم وتجنيدهم من قبل عصابات إجرامية. لأن هذه الفئة هي دون السن القانوني ، بمعنى آخر لا يعاقبهم القانون على الجرائم التي يرتكبونها ، لذلك يتم استغلالهم لتنفيذ مهام غير قانونية. وبالتالي يتم تجنيد الشباب في المجال الخاطئ والضار للشباب أنفسهم وللمجتمع. عندما يخبرك شخص ما ويحاول إقناعك بأنك سوف تتقاضى الكثير من المال مقابل مهمة أراهن أنه سوف يصفها بالصغيرة ويطمنك بأنه لن تتم محاسبتك في حال تم القبض عليك ، لأنك دون السن القانوني. ماذا تنتظرون من فتى مراهق وربما يعاني الكثير من الصراعات ويبحث عن الشعور بالأهمية وكذلك الثراء السريع الذي أصبح هوسا الجميع الان. ماذا سيفعل هل سيقبل العرض أم سيرفضه؟ أعتقد أن نسبة كبيرة منهم ستقبل هذا العرض. وبمجرد أن تنجح المهمة الاولى دون متاعب ، بالتأكيد سيكون هناك الكثير من المهام الأخرى. مهام أخطر وأصعب ، وبالطبع جني المال الكثير من وراءها. وهكذا أصبح الشاب مجرما ويحتاج الى معجزة لكي يتوقف عن أعماله الاجرامية. على الرغم من ان الاحصائيات تشير الى انه خلال فترة العشر سنوات الماضية ، انخفض عدد المشتبه بهم بشكل عام في الفئات العمرية 15-17 سنة و18-20 سنة وازداد في الفئات العمرية الأخرى. ولكن ربما يشير هذا أيضاً الى أن الذين بدأوا بالعمل الإجرامي في وقت مبكر أو في سن المراهقة استمروا في العمل الإجرامي إلى الان ، لذلك تزداد الفئات العمرية الأخرى. ومع ذلك ، يعد انخفاض معدل الجريمة بين المراهقين مؤشر إيجابية.

Annons

لا مجال للشك ان هؤلاء المجرمين من الشباب هم مجندين من قبل عصابات إجرامية. وذلك بسبب القوانين المتساهلة عندما يتعلق الأمر بمعاقبة مرتكبي الجرائم من المراهقين. بحيث يتيح هذا التساهل فرصة وينمي بيئة خصبة لتكاثر المجرمين وتجنيد المراهقين من قبل العصابات الاجرامية . في استطلاع أجرته كلا من صحيفة سمولاند سبوستن و فيكخو نيوز ، الصيف الماضي ، عن دور الخدمة الاجتماعية ومخاوف الآباء من السوسيال ، قال معظم الآباء أن تدخل الخدمة الاجتماعية في تربية الأبناء يجعل من تربية الأبناء مهمة صعبة في السويد ، بحيث يصعب السيطرة على الأطفال. وذكرى بعض الآباء ان هذا له علاقة باتجاه معظم الشباب للسلوك الإجرامي. بالطبع هناك سوء فهم لدور السوسيال وهذا الفهم الخاطئ يساهم بطريقة أو بأخرى بعدم تنشئة الطفل بشكل صحيح ، لأن هناك عدم سيطرة من الأهل على ابنائهم. ولكن بطريقة أو باخرى هناك مشكلة ، ويجب أن يُأخذ ما قالوه الآباء في عين الاعتبار ، والا ستكون العواقب وخيمة. وانا هنا لست ضد دور السوسيال بل العكس ، لابد من تواجد مثل هذه الجهات لحماية الأطفال من العنف الأسري. ولكن في المقابل لابد ان يكون هناك توعية بدور السوسيال ، وكيف تعمل القوانين في السويد. ولابد من خلق توازن ، وأن تمسك العصا من النص. لأن المبالغة في التساهل يأتي بنتائج عكسية ، ولا يحمي الأطفال والمراهقين ولا يصب في صالحهم أو الصالح العام ، بل على العكس. وبالتالي لابد ان يكون هناك قوانين رادعة وصارمة عندما يتعلق الأمر بالجرائم وإقلاق السكينة العامة وإيذاء الآخرين ، مالم سوف تزيد نسبة من ينظمون الى المنظمات أو المجموعات الاجرامية.

بالإضافة الى ذلك ، القوانين المتساهلة هي جزء من المشكلة وليست المشكلة كلها، وبالتأكيد هناك عوامل أخرى كثيرة ، وليست العقوبة وحدها من ستحل المشكلة. بل ان الاستثمار ثم الاستثمار في تنمية الشباب في الجانب الابداعي وخلق منصات لهم للتعبير عن أنفسهم عن هويتهم وعن ما يريدون. هناك شباب كثر يعنونون من صراع الهوية أو ازدواجية الهوية ويواجهون مشاكل نفسية كثيرة ، إذا لم يتم احتواء هؤلاء الشباب ومساعدتهم في التغلب على صراعاتهم النفسية ، بالتأكيد فإن النتائج لن تكن مرضية. لأنهم سيحاولون البحث عن ذواتهم وربما أثناء هذه الرحلة سوف يسلكون الطريق الخطأ. وبالتالي توجيه هؤلاء الشباب واحتوائهم ومساعدتهم ليست مسؤولية الشرطة ولا السياسيين وحدهم بل مسؤوليتنا جميعا ، ابتداء من العائلة الى المجتمع الى المنظمات المجتمع المدني الى الدولة.

Annons
Annons
Annons
Annons