Annons
  1. العربية
  2. Svenska
  3. English

الثورة الإيرانية من منظور آخر

Växjö • Publicerad 18 mars 2023
Mohammed Almahfali
Mohammed AlmahfaliFoto: Privat

اندلعت ثورة إيران السلمية في يوم 16 أيلول/سبتمبر 2022 هو اليوم الذي فارقت فيه فتاة شابة تدعى مهسا أميني الحياة عقبَ إلقاءِالقبض عليها والاعتداء عليها بالضرب والتعذيب من قِبل شرطة الأخلاق التي تتبعُ الحكومة الإيرانيّة ، بسبب ارتدائها الحجاب بشكل غيرلائق حسب وصف الشرطة. أحدثت قضيّة مقتلها ضجّةً على المستويين الإيراني والعالَمي، وفجر مقتلها بهذه الطريقة غضب الشعب الإيرانيالذي يتعرض للظلم والاضطهاد بصور مختلفة من قبل النظام. والذي خرج بمظاهرات سلمية واحتجاجات تناهض قمع النظام للشعبالإيراني. الثورة الإيرانية الحالية ليست ثورة لتحرير المرأة من الحجاب بالقدر التي هي ثورة للمطالبة بحقوق وحرية الشعب الإيراني.

عندما تعاني الشعوب من الظلم والقمع والاضطهاد فأن الثورات هي سبيلهم الوحيد للخلاص. ولكن الثورات تكلف الشعوب الكثير وتكون عواقبها وخيمة أم النور وأم الظلام أم الافضل أو الأسوء. كما تعني الثورات كابوساً بالنسبة للأنظمة الحاكمة. أكثر ما تخافه الأنظمة هو غضب الشعب وثورته ، لذلك فأن الأنظمة الحاكمة تحاول قمع الشعوب بشدة تحت عدة حجج ومسميات.

Annons

يقول الدكتور محمد المحفلي ، وهو باحث مساعد وطالب ماجستير في جامعة مالمو. وعمل سابقا باحثا زائرا في مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة لوند وباحثا في جامعة كولومبيا.

"الأنظمة الدكتاتورية غالبا ما تقمع الحرية تحت عناوين خادعة مثل الحفاظ على الأمن العام، وعلى الأمن القومي، ومحاربة الأشرار. وفي الحقيقة كل ذلك من أجل التمسك بالسلطة والاستمرار في حكم الناس بالقوة. لايمكنني طبعا إلا أن أكون إلى جانب الشعب الإيراني، وإلى جانب كل الاحرار من الإيرانيين الذين أعرفهم والذين يقفون ضد هذا النظام الثيوقراطي الديكتاتوري المتهالك."

بالنسبة للثورة في إيران فقد انقسم الناس مابين مؤيد ومعارض. مثلما هناك مؤيدين فهناك معارضين أيضاً للثورة الأيرانية ويرون أن إيران أمنة ومستقرة وأن أبناءها يردون لها الخراب تحت مسمى المطالبة بالحريات. وأن مفهوم الحرية التي تبحث عنها الشعوب هي مجرد وهم يستخدما المتأمرين للاطاحة بالدول. أن الثوار يعرفون فقط كيف يضرمون النار ولكنهم لا يعرفون كيف يخمدونها ولا يعرفون كمية الدمار التي قد تحدثها هذه النار. بالإضافة إلى ذلك الكثير من المحللين السياسيين يرون بأن هناك أبعاد أخرى للثورة الإيرانية ، غير حصول الشعب الإيراني على حقوقه و حصول المرأة الأيرانية على حريته وأن الثورة في إيران ربما قد تؤدي إلى الإطاحة بالبلد برمته وتحوله إلى بلد يعاني من أزمات اقتصادية وسياسية وحروب أهلية.

" لكل ثورة أسباب مشروعة لظهورها، بمعنى لو لم يكن هناك ظلم، وقمع واظطهاد، لما انبثقت ثورات ، الثورة بحد ذاتها مشروعة لأن أسبابها موجودة، وأذا لم يكن هناك ثوار فإن هناك انقلاب عسكري أو صراع داخل النظام نفسه سوف يسد الفراغ، لذلك لابد أنؤمن بهذا الجانب. أما وجود أهداف أخرى بكل تأكيد هناك أطراف خارجية تريد أن تستفيد، وهناك منافسون لإيران يريدون الفائدة، وهناك بكل تأكيد من يبحثون فقط عن السلطة في إيران، ولكن بشكل عام هناك حتى الآن وعي جماهيري قوي يريد التغيير. هذا هو الصوت الأساسي وهو الصوت المؤثر والفاعل." كما يقول الدكتور محمد المحفلي.

ربما يكون هناك أبعاد أخرى للثورة الإيرانية. في حقيقة الأمر إيران اعدائها بالجملة ، ولا يستبعد من أن يكون هناك متربصين بالفعل قد يحاولون تسير الأمور لتحقيق مصالحهم في إيران. فقد تسيير ثورة إيران إلى الإطاحة بالنظام والإطاحة بإيران في نفس الوقت لتكون نسخة أخرى من اليمن وسوريا وليبيا وغيرها من الدول التي زعزعتها الثورات.

يعلق الدكتور محمد المحفلي على هذا قائلاً " هناك مغالطة كبيرة للأسف يثيرها أنصار الأنظمة السابقة أن الربيع العربي هو من حول البلدان إلى خراب ولكن لو تتأمل المشهد بدقة سوف تجد أن الخراب لم يأت إلا من الثورات المضادة، التي أرادت أن تلتف على الثورات السلمية. على سبيل المثال في اليمن على عبد الله صالح تحالف مع الحوثيين عبر ثورة مضادة، وفي سوريا تحالف بشار مع إيران وحزب الله وروسيا على سحق الثورة السلمية بالسلاح. أن الربيع العربي نتج عن معاناة حقيقية كانت ومازالت مستمرة. في إيران هناك فعلا خطورة لأن يتحول الأمر إلى صراع، ولكن هذه ضرورة تاريخية، الأنظمة الدكتاتورية غالبا لا تسقط بدون ثمن. لكن هذا لايعني أن الثورة مؤامرة، لأن المؤامرة لاتستطيع أن تصل إلى الناس وتخرجهم إلى الشوارع من أجل رفض الأنظمة الحاكمة. إيران له أعداء خارجيون نعم، ولكنه يعادي شعبه أكثر من عداوته للخارج، وبالتالي مشكلته الأولى مع الشعب. "

هناك بالفعل حتمية للثورة من أجل اقتلاع الأنظمة الدكتاتورية ، ولكن العواقب التي قد تسببها الثورات تكون وخيمة اذا لم يكن هناك خطة واضح ما الذي ستؤول إليه الأمور بعد الثورة ، ومن الذي سيتولى زمام الحكم وكيف للدولة أن تلم شتاتها ، وإلا سيدخل المعارضين في صراع سياسي من أجل السلطة كما ستكون البلد بيئة خصبة لتكاثر المجموعات الاجرامية ، والفوضى. وربما يتطلب الأمر سنوات للسيطرة على تلك الفوضى.

Maha Nasser
Så här jobbar Mosaik Vxonews med journalistik. Uppgifter som publiceras ska vara korrekta och relevanta. Vi strävar efter förstahandskällor och att vara på plats där det händer. Trovärdighet och opartiskhet är centrala värden för vår nyhetsjournalistik.
Annons
Annons
Annons
Annons